لا يخفى على أحدٍ الدور البطولي لمجاهدي رفحاء في انتفاظة اذار / شعبان (( الانتفاظة الشعبانية)) وما سطروه من بطولاتٍ في ساحات المواجه والكفاح ضد أزلام البعثيين وفدائيي جرذ العوجة من أمن واستخبارات وغيرهم. ولست بصدد إبراز كشف بيان بمواقفهم النضالية المشرفة فهم ليسوا بحاجةٍ إلى ذلك فكما قال أبي الطيب المتنبي إذا استطال الشئ قام بنفسه. ولكن ما يهمني فهم طبيعة موقف حزب الدعوه من الانتفاضة الشعبانية وبالخصوص مجاهدي رفحاء البقية الحية من صوت شهداء المقابر الجماعية والشاهد التاريخي الحي على ثورة شعبان المباركة. حيث يبدو لي أن هناك (عقدة نقص ما) في صفوف حزب الدعوة تجاههم! فمنذ اللحظة الاولى لاستلام هذا الحزب البائس، زمام الامور في حكم العراق الجديد، وهو يحارب أبطال الانتفاضة بشتى الطرق! فأبعد اغلب المجاهدين من وزارتي الدفاع والداخلية، وبدأ بخطاب إعلامي تعتيمي كامل على أهم حدث ثوري عراقي في تاريخنا المعاصر! الا وهو يوم الثورة المعروفة بـا(لانتفاضة) حيث كان ينبغي أن يكون يوماً وطنياً يحتفل به الشعب العراقي المظلوم بوصف يوم (كسر الصمت) و(تحطيم حواجز الخوف) إلا أننا نرى حكومة هذا (الحزيب) لا تقيم وزناً للحدث برمته! بل بل تعمل على تهميشه ورميه في زوايا النسيان! ولتعد الى موضوع مجاهدي الانتفاضة الابطال ممن قارعوا نظام صدام ثم قارعوا نظام ال سعود وتغلبوا على قساوة صحراء الربع الخالي ثم عاشوا مجبرين خارج بلادهم وأهلهم وقلوبهم يعتصرها الألم والأمل بالعودة الى ذلك الوطن- الأسطورة والحلم. لقد حمل هؤلاء الابطال على عاتقهم رسالتهم على أكتافهم ليبلغوها إلى جميع أنحاء العالم لتعرية وفضح نظام الطاغوت ويعلنوا للعالم أكمله عن الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب العراقي فتظاهروا أمام سفارات الطاغية البائد، بلا خوف ولا وجل، بينما كان اعضاء حزب الدعوة لايجرئون حتى على اجراء اتصال هاتفي بذويهم أو المشاركة باي مظاهرة علنية أمام سفارات النظام البعثي! واليوم هم أنفسهم (الخاتلون قديماً) من يقفون حجر عثرة أمام قرار شمول (ثوار شعبان) بامتيازات السجناء السياسيين. ونرى مسرحيتهم بائسة ومكشوفة حيث يتبادلون الأدوار مع حليفهم الجديد! فبعد سقوط الصافي (قناع المالكي المعروف أمام ملف رفحاء)، ظهر لنا اليوم لاعب جديد هم الأكراد وكأنهم فاقوا من سبات نوم عميق، ليكتشفوا فجأة (ملف رفحاء)! فيعترضو ويطالبوا بادخال(اكراد حلبجة) ضمن القانون، علماً أننا لم نسمع لهم صوت في القراءة الاولى والثانية التي تجيز لجميع الأعضاء الاعتراض او اقتراح أو مناقشة أو تعديل مشروع القانون فما هذا الظهور المفاجئ؟حيث فوجئ الجميع يوم جلسة التصويت (( حسب النظام الداخلي للبرلمان فان القراءة الثالثة يجرى بعدها التصويت مباشرة ولا يجوز الاعتراض على القانون لان الجلستين الأولى والثانية خصصت للنقاش)) وقد جرى خرق فاضح للنظام الداخلي لمجلس النواب (وما أكثر الخروقات التي تجري تحت قبته) من خلال الاعتراضات والمهاترات التي حدثت. فقد أنبرى الأكراد لتعطيل التصويت ليؤازروا ( بقايا حزب البعث) في الـ( لا عراقية). ونحن مع من يتسائل: ما هو سر ا(الصحوة) الكردية هذه؟ لدي وجهة نظر ولكنها مبنية على معلومات غير مؤكدة لحد ألان. ولكن المؤكد في الأمر أن هنالك تأثيراً و(تبادل مصالح) بين الأكراد وحزب الدعوة والتي منها إيقاف القانون الخاص بضم سجناء رفحاء لمؤسسة السجناء. رئيس البرلمان السيد النجيفي يرفض ادراج القانون للتصويت دون موافقة الحكومة، وحينها يقوم شيخ المجاهدين الهنداوي وبكل صلابة بمطالبة السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بالايعاز الى الأمين العام باصدار كتاب عدم ممانعة، والمالكي (كالمعتاد) يتعهد للشيخ بإزالة كل العقبات التي تقف أمام قانون انصاف محتجزي رفحاء. ولكن الغريب والعجيب ان يرفض السيد علي العلاق اصدار كتاب عدم الممانعة الا بموافقة مجلس الوزراء فبات الأمر كقول من قال )(مسألة الدور جرت بيني وبين من أحب لولا مشيبي ما جفا لولا جفاه لم أشب) !! علماً أن السيد على العلاق سبق وأن أصدر كتاب مشابه خلال لحظات ودون الرجوع للسيد نوري المالكي أو مجلس الوزراء وسلمة يدوياً لوزير الدولة الحاقد على أبناء الانتفاضة صفاء الدين الصافي والذي سلمة يدوياً بدوره أيضاً إلى رئيس البرلمان حيث كان (حجته) لعدم ادراج القانون للتصويت! وهكذا هي اللعبة القذرة، حيث ملف محتجزي رفحاء، ألعوبة بيد حزب الدعوة، مركوناً في دهاليز ظلامه وظلمته وظلمه! إلا أني اذكر جميع مجاهدي رفحاء: لقد صبرتم طويلاً، وقهرتم الصحراء والغربة معاً، فليس صعباً عليكم قهر ألاعيب حزب الدعوة والانتخابات البرلمانية قادمة فلا تدعوا صوتاً واحداً يذهب لهؤلاء اللذين كرموا من قتلنا وشردنا وأهلك حرثنا ونسلنا، على حسابنا نحن أبطال الانتفاضة. حكومة الدعوة راحلة لا محالة وستاتي حكومة أخرى إن شاء الله تكرمكم وتكرم تضحياتكم وتكرم كل من احب العراق.
مقالات اخرى للكاتب