يكاد ان يكون يوم الجمعه هو اليوم الوحيد الذي أتأخر فيه بنومي، وعلى مدار السنة، وفي أغلب الأحيان أحاول أن أفعل ذلك، لأنني معتاد على النهوض مبكراً منذ الصبا واستعدادا لذلك قررت السهر الليلة الماضية، لم ألجأ إلى الشبكة العنكبوتية لأنني كنت قد قرأت أكثر من مقال نشر على موقع صوت العراق الأغر لبعض الزملاء الكرام، فوجدت فيها كلمات الألم المعهودة عما يدور في العراق، إن لم تكن أكثر وجعاً، فأخذت أتجول على القنوات الفضائية مستغلاً وحدتي في البيت لأنني غالباً ما أُتهم بالتسلط من أفراد العائلة إذا ما تابعت طويلاً اللقاءات المهلهلة لأعضاء البرلمان الفاشلين، في محاولة التبرؤ من خيبتهم لسذاجتهم، فيلجئون إلى الصريخ، والتهم ألمتبادلة، والشتيمة، وكشف العورات أمام الاصدقاء والاعداء، من خلال شاشات التلفزة للتضليل على أفكار المواطنين، والسذج منهم على وجه الخصوص، وضناً منهم أن ذلك سيزيد من مكانتهم، وشعبيتهم، والحقيقة أنهم أصبحوا سلعة رخيصة معروضة في سوق الهرج أمام أبسط الناس . المهم لم أجد من خلال التنقل بين قنوات التلفزيون ما يبعدني عن وجع القلب في الشارع العربي الملتهب، والمضطرب، غير البحث عن عالم الحيوان والحشرات، فوجدت ضالتي في أحدى الفضائيات، وهي تتحدث وتعرض فلماً وثائقيا عن النحل، الذي ذكر في القرآن الكريم، لأنه يعطي ما يشفي الناس، وليس ما يسقمهم، وهذا ما يجيده نوابنا ( الأكارم ) . كانت الخلية أو مملكة النحل هادئة والكل يعمل بمثابرة بلا كلل، ويخدمون ملكتهم ويعملون على تأمين مصيرهم، حتى جاء موعد تفقيس البيض، فكان من نتيجته ظهور ملكتين وهذا ما لم يسمح به نظام المملكة ( الملك واحد ) و (السفينة من يكثر ملاليحها تغرك ) فحدث قتال شرس بين الملكتين، لم يُفلح بالقضاء على أحداهن، واستسلمتا للواقع، وقررتا أن تنشطر المملكة إلى نصفين، ظلت الملكة التي خرجت أولاً من بيضتها في المكان القديم، وهاجرت الثانية ومعها آلاف ممن تبعوها بشكل فوضوي هائمة في الفضاء الواسع، يبحثون عن مكان ملائم وكان أتباعها يحيطون بها إحاطة الأسوار في المعصم، لتأمين حياتها حتى تجد الكشافات المكان المناسب للعيش، أذن عندما يكون هناك أكثر من كائن يرنوا إلى السلطة يكون هناك قتال ..... إذا لم يحسم الأمر هناك انقسام .....من تبعات الانقسام الضعف والوهن والضياع ....... من أخلاقيات الولاء الإخلاص والتفاني، وهذا ما لم نجده عند المنضويين تحت ألوية التحالفات السياسية في العراق وغيره من البلدان، التي أصبحت فريسة الغباء والطائفية والاحتراب الجاهل والتدمير الشامل
مقالات اخرى للكاتب