اختفت الكهرباء وانخفض إنتاجها بصورة مفاجئة مع الارتفاع المباشر لدرجات الحرارة والرطوبة في شهر أب وبمعدلات كبيرة لم تشهدها من قبل حتى أصبح التجهيز ساعة واحدة مقابل أربع إلى ست ساعات انقطاع وسط ذهول واستغراب الجميع لهذا التراجع في وقت كان الجميع يعتقد خلاف ذلك بناءا على تصريحات وزير الكهرباء ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة السيد حسين الشهرستاني ومن بعدهم رئيس الحكومة السيد نوري المالكي الذي وعد كما هم وزرائه ان تكون أيام شهر اب وما بعده عامرة بالكهرباء وبزيادة ساعات التجهيز يرافقها تصدير الكهرباء الفائضة إلى دول الجوار العربي والإقليمي من اجل زيادة أموال العراق وبالتالي زيادة مساحات الفساد والسرقات. ورغم وجود قناعات مسبقة لدى معظم العراقيين ان لم نقل جميعهم بعدم جدية تصريحات رئيس الحكومة ووزراء الطاقة حول زيادة ساعات تجهيز الكهرباء وتصدير الفائض الا ان انقطاع الكهرباء المتواصل وبساعات اكثر مما كانت عليه في الاشهر السابقة كشفت للجميع عن زيف وكذب ادعاء المسؤولين بل كشفت هذه التصريحات حجم الفشل والفساد في تنفيذ المشاريع المعلن عنها لان انخفاض الانتاج بهذا المقدار وبهذه الدرجة اكد ان كل ما قيل عن زيادة الانتاج وبناء المحطات انما هو محض كذب وافتراء وضحك على الذقون. ان زيادة ساعات قطع الكهرباء في الايام الماضية يمثل انتكاسة كبيرة للمالكي ولوزرائه المعنيين بهذا الملف لان هذه الانتكاسة انما جاءت بعد وعود وعهود قدمها المالكي والشهرستاني وعفتان بتحسن الكهرباء وبأن الايام المقبلة ستشهد انفراجا لا تراجعا الا ان الواقع خلاف هذه التصريحات وهذا يعني ان هؤلاء اما انهم يضحكون على العراقيين او انهم يقولون باشياء لا يعلمون عنها شيئا لانهم لو كانوا يعلمون لما صرحوا بمثل هذه الاكاذيب الفاضحة وأن كان الاحتمال الاول هو الاقرب الى الواقع. ان تصريحات المالكي والشهرستاني وعفتان عن زيادة ساعات تجهيز الكهرباء وتصديرها أصبحت محل تندر وتهكم بين قطاعات الشباب وصفحات التواصل الاجتماعي وشكلت متلازمة لكل عناوين السخرية وعدم الشعور بالمسؤولية الا ان المؤلم في كل هذا الافتضاح هو استمرار هؤلاء بمسلسل التصريحات الكاذبة واستمرار سماع بعض المغفلين لمثل هذه التصريحات. ان الواقع يؤكد ان قطاع الكهرباء قطاع متخلف وفاسد وان كل ما قيل عن الانتاج بعد صرف عشرات المليارات من الدولارات مجرد اكاذيب واباطيل وان هذا التراجع وهذا الكذب سيستمر لان العقلية التي تقود هذا القطاع متخلفة ولا تعرف ابجدية واحدة من ابجديات التخطيط والادارة. ان الكثير اعتقد لاول وهلة ان سبب زيادة ساعات انقطاع الكهرباء ربما يعود الى تنفيذ الحكومة لوعدها بتصدير الكهرباء الى دول الجوار من اجل زيادة اموال الخزينة العراقية وهذا ما تزامن مع اعلان الحكومة بزيادة رواتب الدرجات الدنيا في الوظائف الحكومية الا ان هذا التوقع تلاشى لان الزيادة لم تكن حقيقية وانما جزء من دعاية انتخابية مبكرة.
مقالات اخرى للكاتب