لم نشأ ان نكون ما نحن عليه اليوم,مجروحين..مدفونين..مهمومين..لم نشأ ان نكون كتلة صغيرة تتربص فيما بينها,تخاف ممن حولها..تراقب خطواتها باتقان..لم نشأ ان نكون لا شي في بلدنا وبلد الذي افتخرنا به,لم نشأ ان نكون متسامحين مع قاتلنا ومن قتل فينا ولكن لا ارادة ولا هبة فينا حين نقبل من وضع السيف على رقابنا.
لم نشأ ان نكون مجرد وسيلة وجسر مصالح لجلب انظار العالم الى بلدِ يموت كل يوم ..لم نشأ ان نكون صفقة سياسية لجهات معينة وكتلة في جهة الاحتياط,لم نشأ ان ناكل تراب الارض ولا نؤذي احدا كما تعلمنا في تاريخنا المليء بالدم.
لم نشأ ان نحصل على خبزنا ولقمة عيشنا من انامل مشققة ومدملة ومهششة مجعدة حراثة بالارض..انامل لا ترضى ان تمد اصابعها لطلب المساعدة ..انامل لا تعرف ان تاكل الا من تعبها.
لم نشأ ان نكون مجرد وجوه تعبة ..نحيفة..عليها ويلات الدهر ومخاوف الكون باجمعه..ولا تكون هاماتنا ضعيفة وبنيتنا الجسدية هزيلة.
موتنا لم يكن الان فقط موتنا في كل مرة لا يرانا من هو معنا ,من لم يسمع صوت شكوانا ..من لا يقدر موتانا ..موتنا الف موتة عندما اعطينا يدنا للمصافحة ولم نجد يد تصافحنا.
موتنا بكل مرة ونحن على شوارع تحت الشمس وياتي فرد يستهتر بنا ويعطي اجر اقل من الاخرين لنا ,موتنا عندما لم ياخذ بشهادتنا امام المحكمة لاننا في نظرهم كفار..موتنا عندما صرخنا ولم نجد صدى لصراخنا.
لم نشأ ان نضيع الطريق ويختلط الامر معنا لا نعرف ان كنا من بلد سومر او بلد الجبال..كنا فقط نبحث عن ارض تتقبلنا وتحترم فينا انساننا,ولكن عندما صحونا راينا الذئاب تنهش في لحمنا وعرضنا وارضنا,خاننا الوقت والطيبة,نسنا من نحن ومن كنا.
انها ساعة الصفروصفحة جديدة لنا نحن الايزيدية ,هل سنتعلم من موتنا ان المحيط يتلذذ بدمائنا وكل من كان يتباكى على ساحة الوقت كانت دموع تغرينا.
هل سنتعلم من ما حصل لنا ام نكون كما كنا دائما فريسة سهلة لصيادنا؟
انها ساعة الصفر لندرك ما نحن عليه الان!.