بعد طول انتظار مصحوب ( بحراك طويل أيضا  ) ، وتشكيل كتلة لا نعرف منها الى الان غير الاسم ، وترك فعلها للزمن ليحكم ، جرت عملية استبدال وزراء بأخرين بهدوء ، وسلاسة ، واتفاق وتراض ، وحتى الاعتراض ( جرى وقوبل بروح رياضية ) لم تحصل سابقا ... وتساؤلا ت من ناس عاديين وسياسيين .. وماذا بعد ذلك ..؟.. هل هذا هو الاصلاح..؟..  بالتأكيد  كان الجواب ..  هو جزء من الاصلاح ، وليس كله ، وهو كذلك ، لان الاصلاح لا يُختزل بتغيير عدد من الوزراء ، لا يحملون ( عصا موسى ) للقضاء على الفساد برمته فورا أو بمدة سنتين ..... هكذا قيل ....
ويقال أيضا ...
هل قدم الوزراء  الجدد برامج تحقق هذا الجزء ، وما طبيعتها ومراحل تنفيذها ..؟..  وكم سينجز منها في الزمن المتبقي من عمر الدورة البرلمانية ..؟..  أن عملية استبدال وزير بوزير ليست بتلك البساطة ، وكأنها إستبدل موظف بسيط بأخر ... بل  يفترض أن يكون لديه برنامج ورؤية لتحقيق ما تبقى من برنامج الحكومة في وزارته ، يحاسب عليه أمام الحكومة ، مثلما يكافيء السابق على ذلك المنجز ، ويعرض على البرلمان ليكون مراقبا لما تعهد به  ، لان دور البرلمان لا يقف عند حدود التصويت والموافقة فقط ... ويفترض أيضا أن يكون  البرلمان  قد عرف مسبقا بحكم واجبه  الرقابي ما قدمه  سلفه ليكون عمل خلفه إمتدادا له في البناء على الايجابي منه ، والمحاسبة على التقصيرفيه  ، لان إستبدال المقصر دون مساءلة ، هو مكافاة مضاعفة له على ما حصل عليه في مدة إستيزاره ، وما سيحصل بعد إستبداله ...والجديد ( يفترض ) إن يكون إمتدادا لسلفه  في السياسة والهدف  والمهمة ، ومختلفا عنه في وسائل وخطط بلوغها .. فاين التغيير من هذا المبدأ ..؟..ومضمون الجواب اذا كان ايجابيا يعطي للتغيير معنى ، وللحراك  السياسي داخل البرلمان  وخارجه بشأنه غاية وهدفا وهو تحقيق البرنامج الذي حصلت الحكومة بموجبه على الموافقة في البرلمان واصبح لزاما عليها تنفيذه ..وبخلاف ذلك لا تحقق  عملية التغيير هدفها المطلوب ، وتصبح عملية استبدال وجوه باخرى ،  دون أن يعرف الشعب  ماذا حقق السابق  ... وكم يضيف اللاحق ، لكي تستمر عملية التطور بالتعاقب خاصة ، وان عملية التغيير محدودة ، وتنحصر  دائما في منصب الوزير ، بينما المفاصل التالية للوزير ثابتة ، و مستمرة في العمل ، وفي حلقات يكمل بعضها البعض  دون انقطاع ، وهي موجودة قبل الوزير ومستمرة بعده ...فاين نحن من هذا السياق العلمي العالمي بعد المحاصصة التي حولت الوزارات الى مقاطعات لمن يشغلها من الاحزاب  ، وجاءت بسياقات عمل لا تمت الى العمل المؤسسي بصلة ، وضياع فرص ثمينة من التطور ...فهل سيأتي التغيير الجديد في الوزراء  بما مؤمل منه ..؟..+  نتمنى ..