بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } (البقرة - 42)
اللبس هو الخلط , , هذا الخلط يكون أحيانا مقصود من جهة لمجموعة أو فرد لذا يعطي صورة غير حقيقيةفقوله تعالى :" ولا تلبسوا الحق بالباطل " هنا اللبس : خلط , التبس على إنسان أو جماعة.. الكلام أحيانايؤدي دورا مهما , حيث يتم أقناع الجاهل بعقائد فاسدة غير حقيقية , فيصدقها , أو يعطي قدسية لشخصمعين أو فكرة , أو بسبب تفسير آية أو حديث بشكل مغاير بقصد ..يسمى ملبوس .
قول الإمام علي {ع}:.. الإمامُ عليٌ (ع) في معرفة الحق مِن أروع ما تركه الإمام {ع} في الثقافة والمعرفةالبشرية .لان المعرفة إذا اهتزت في نفس الإنسان , أصبح كالخشبة تحركها التيارات المائية , أو الريشة تحركهاالرياح , لا بد أن يكون له قدر من المعرفة .. أي إنسان بلا معرفة يتعرض للالتباس في العمر كله .فيسمىملبوس عليه :. اللبوس : كل ما يلبس من ثياب ودرع .. قال الله تعالى:" وعلمناه صنعة لبوس لكم" ولابستفلانا حتى عرفت باطنه وظاهره . أي خالطته ..
إذن الآية المباركة تبين أن الحق حق , ويحذرنا أن لا يلتبس عندنا الحق بالباطل , وقد ثبتَ الخبرُ عن النبي(ص) أنه قال : عليٌ مع الحق والحقُ مع علي ، أللهم أدر الحق معه حيثما دار )..
من المواقف التي يذكرها التاريخ .. جاء رجل اسمه الحرث بن حوط.. بعد أن رأى في جيش أصحاب الجمل زوجةالنبي عائشة وطلحة والزبير .. تصور أن فلان وفلا أين ما يقف فلان يمثل الحق .. فقال للإمام {ع}: يا أباالحسن أترى أنَّ طلحةَ والزبيرَ وعائشةَ اجتمعوا على باطل ؟ فقال له الإمام {ع} : يا حارُ أنتَ ملبوسٌ عليك ... إنَّالحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال ، وبإعمال الظن ، أعرف الحق تعرف أهله ، واعرف الباطل تعرف أهله) قال الدكتور طه حسين عن هذا الموقف : (إنّها جملةٌ وأصلٌ لا يمكن لأيِّ لغةٍ من لغات البشر أنْ تأتي بمثلها ) ..وما أعرفُ ولم اسمع جواباً أروعَ من هذا الجواب الذي لا يعصم من الخطأ أحداً مهما تكن منزلته و لا يحتكرالحقَ لأحدٍ مهما تكن مكانته بعد أنْ انتهت سلسلة النبوة, وانقطع وحي السماء )
**** راي آخر : ولا تلبسوا الحق بالباطل ، يقول : لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام وقد علمتم أن دينالله - الذي لا يقبل غيره ولا يجزي إلا به هو الإسلام , وأن اليهودية والنصرانية , هما دينان مقدمان للبشرية,ونسخا برسالة سيد الأنبياء محمد {ص} .. إن الدين عند الله الإسلام ..
**** ثم تقول الآية : " بالباطل " الباطل في كلام العرب خلاف الحق ومعناه الزائل... أي شيء زائل يسمىباطل ..قال لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل .. ،،،وكل نعيم لا محالة زائل .. مجمل الآيةالمباركة تبين الموقف الإسلامي من الصراع البشري والعقائدي بين الناس , في أي وقت واي مكان , لا بد انيكون هناك صراع بين الحق وأهله , وبين الباطل وأهله ومن يتبعه , هذه حقيقة الحياة شئنا ان أبينا ... أبين لكموقف عقائدي جاءوا به من القران الكريم : صورة من لبس الحق بالباطل وكيف يصبح الباطل عقيدة ..!!!
**** القران بين عن اكبر صراع جرى بين موسى وفرعون , واسم فرعون حين نذكره يوحي عن الطغاةالتعالي .. قام بعض المفسرين بشرح قصة موسى وفرعون , وذيلوها بيوم انتصار موسى {ع} والمؤمنين علىذلك الطاغية .. قالوا :.... وأصبح ذلك اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأهلك فيه فرعون وقومه من أيامالله المشهودة التي نصر الله فيها الحق على الباطل، وأصبح ذلك اليوم الذي يوافق العاشر من شهر محرم- يومًايصومه المسلمون لله رب العالمين، ثم وضعوا أحاديث كاذبة على رسول الله {ص} يقولون : " وجاء فيفضل صيامه عن النبي .. لما سئل عن صيام يوم عاشوراء: "إنه يكفر السنة الماضية". ثم يدعو خطيبالجمعة في الكعبة المشرفة الناس ... احرصوا -رحمكم الله- على صيام يوم العاشر، وإن صمتم يومًا قبله فهوأولى؛
مقالات اخرى للكاتب