بغض النظر عن البعد السياسي والأيديولوجي للمذهب الوهابي ذي الأصول اليهودية، أود الإشارة إلى دعوى قد أكثر الوهابيون الكلام فيها فكان كثرة الكلام وتكراره بمنزلة البرمجة الذاتية لعقولهم الضعيفة وعقول من هو على شاكلتهم أينما كان... اتخذ الوهابية أخزاهم الله كما هو دأبهم منذ أن نبعوا في ارض نجد من عقيدة (التوحيد الشيعية) المأخوذة عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم غرضاً لسهامهم الخائبة وهدفاً لحقدهم وعدوانهم الأحمق، وقد حاولوا بكل جهدهم اظهار هذا التوحيد (الإمامي) شركاً وصيّروه بسُخف أفكارهم كفراً، فيما طرحوا عوضاً عنه توحيد المشبهة والمجسمة واعتبروه هو التوحيد الخالص، حيث عمدوا إلى ظواهر القرآن الكريم فتبنوها ورفضوا التأويل في الموارد المقتضية للتنزيه، ثم تصوروا الإله العظيم الجليل على هيئة انسان ذي يد ورجل وعين وجنب ووجه...واستحسنوا ما جادت به مخيلة بعض الرواة الذين جعلوا منه تبارك وتعالى شاباً أمرداً يهبط إلى السماء الدنيا ومنها إلى الأرض في بعض الليالي والأوقات، وارتضوا ما ندر عن يراع أهل الجمود على النص من المفسرين وأرباب المقالات السطحية والمجادلات الحشوية، فشادوا بذلك مذهباً زعموا أنه مذهب (التوحيد)، ولبّسوا على أعراب نجد والحجاز وبدوهم الأمور فصدّقوهم عن غباء فطري أشار إليه تعالى بقوله: (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله)، ثم انبروا يكفرون الناس ويبدعوهم ويرمونهم بالشرك أو الردة طبقاً لتلك القناعات الجهلية والعقائد الصخرية...
هؤلاء هم أصل الفتنة وموئل الجهالة وشذاذ الأمة ومحرفو الكلم من بعد مواضعه، وإن لم تتحد جهود المسلمين على مقارعتهم وتتفق كلمتهم على مناجزتهم وردعم ودرء فتنتهم فلا أمل في الاستقرار، ولا مطمع في الأمن والسلم ولا نهاية للجور والظلم. وهاهي اليوم فتاوى السوء والحقد قد اتطلقت من جديد بعد أن منّ الله تعالى على اليمن السعيد بالنصر المبين، مؤذنةً بموجة جديدة من التحريض ضد شيعة اليمن الذين لم يهرقوا في ثورتهم المباركة محجمة من دم إلا بحق، ولم يتبعوا هارباً ولم ينتهكوا حرمة بيت، تماماً مثلما فعل مولاهم العظيم أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن ظفر منتصراً في معركة الجمل فقال: ((لا تتبعوا موّلياً ولا تُجهزوا على جريح ومن أغلق بابه فهو آمن...)) أين هذه الخصال الحميدة والمواقف المشرفة من خصال الوهابية وأذنابهم (داعش والقاعدة) الذين استعملوا القتل والذبح وهتك الاعراض وانتهاك الحرمات ولأخذ على التهمة والظنة... لا توجد ثمة مقارنة بين الخبيث والطيب، ولا بين الجلف الغليظ والطاهر العفيف.