خرج كثير من العراقيين قبل سنوات ويخرجون الان، وليس كلهم بلا مؤهل، وباع كثيرون املاكهم ليبدأوا حياة جديدة او ما تبقى من سنوات الحياة.
الغرب فيه كما يبدو معادلة بسيطة تقارن بمقطع داخلي، هي ان كل شيء صعب هنا هو سهل هناك و العكس صحيح، ربما كل شيء سهل هنا هو اكثر سهولة هناك!.
العمل في العراق ليس سهلا، ولا كفالة لتجنب الضياع.
الوساطة في العراق مؤثرة وقد تقلب كثيرا من الحقائق و الاستحقاقات.
الموت في العراق متوافر وبكل الطرق، والارهاب ليس فقط بالخطف و التهديد و القتل، بل ثمة ارهاب بارد الملمس، ارهاب العشيرة وارهاب الطائفة و اجنحتها التي تنتشر في الشوارع و بفئات عمرية كان يجب ان تكون الان في الجامعات!.
دعونا نتخيل حياة صديقين، من نفس المستوى العلمي و الاجتماعي، احدهما هرب مهاجرا و الاخر لم يقدر فأستقر هنا، ونقارن يومهما.
في الداخل اكان صاحبنا بسيارته ام بسيارة عمل ام بمركبة اجرة سيتحرك لعمله وسط زحام و توقع تفجير، اترى الاخر في الخارج يشعر بنفس قلق صاحبه في بلد اوربي؟
ان كان صاحب الداخل يعمل موظفا حكوميا فما هي اجواء العمل؟
روتين وخليط بين نميمة و ارتماء لترضية مسؤول رمت به الاقدار لينفس عن امراضه.
وان كان العمل حرا، فسيتقبل تعساء يمشون دون بوصلة، اترى صاحب الخارج بنفس تلك الاجواء التي تبعث على الكأبة؟
الفصول الاربعة هناك فصول تستحق العيش، والفصلان هنا يستجلبان هم النفط و المولد الكهربائي.
الشهادة الجامعية هنا للتعيين، وهناك للابداع.
الراتب هنا للسلف، والراتب هناك للادخار.
الدين هنا بات شهادة، والدين هناك بات يحرك للعنف هنا.
الامزجة هنا تدفع للحروب، والحروب هناك لمنع الحروب هناك ونقلها الى هنا.
الحق هنا يبحث عن شهود والحق هناك يحكمه قانون.
الطفل هنا محروم، وهناك ينمو ليكون مفيدا عندما يكبر.
الموت هنا راحة وامنية للخلاص، والحياة هناك وقت طويل قبل الممات.
السياسة هنا ازمة وشتم، وهناك السياسة اقتصاد وتخطيط.
الكذب هنا والانفعال، و الانفعال هناك من الكذب.
الضحكة هنا تتبعها مشاعر ندم، والضحكة هناك تؤطرها صورة صفاء.
كلامي هذا ليس تحريضا، بل هو توصيف لمتامل في معنى ان تتعاطف المرجعية الدينية في التحذير من الانحراف السلوكي للمهاجر مع احترام حقه في الرحيل.
مقالات اخرى للكاتب