قصة حقيقية حدثت في نهاية الخمسينيات عندما توقف مجموعة من الشباب في يوم ممطر بسيارتهم في الطريق الخارجي لبرهةعلى جانب الشارع قرب تلة لاشتداد هطول الامطار... وفجأة ظهر رجل طاعن في السن ذو لحية وشعر طويل ابيض رث الثياب فقال الشباب ما انت انسي أم جني قال لهم انا انسان...لاانام ولا اتمكن العمل منذ عشرات السنين فأنا استجدي كل سنة لاذهب الى مكة والمدينة المنورة لاداء مناسك الحج عسى ان يعفوا عني رب العالمين واعتذر من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولعلّي انال  المغفرة لما اقترفته من ذنب عظيم ... فسألوه فما هو الذنب الذي اقترفته وتخاف من عدم المغفرة؟

فقال الرجل المسن:

   عندما دخل الانكليز العراق كانوا يتقدمون الى الشمال العراقي ولدى وصول احد ألوية الجيش الانكليزى قرب هذه التلة وجدوا مقاومة شديدة من على التلة بحيث منعتهم المرور من الطريق الوحيد للعبور ففكر القائد الانكليزي بخطة  وعرض على اهل القرية القريبة من التلة كيسا من الذهب لمن يحضر الجنود العثمانيين المرابطين على التلة امامه .

    تطوعت انا ومعي اخرون وذهبنا الى خلف التلة و انتظرنا حتى انقطع صوت اطلاق الرصاص وتأكدنا من انتهاء عتادهم وعندها صعدنا التلة واستغربنا جدا فلم نجد الاّ اثنين من الجنود العثمانيين وهم يعوقون تقدم لواء كامل.

     فذهبت اليهم وقلت سلموّا اسلحتكم ولكن احدهم  رفض واضطررت الى قطع يديه لعدم قبوله تسليم السلاح الذي بحوزته واخذت منه البندقية ويديه لاتزال ملتصقة فيه واخذته كما هو عليه مقطوع اليدين والدم ينزف من ساعديه.

     فنظر اليّ القائد الانكليزي وسألني لماذا؟ فقلت رفض تسليم سلاحه وكان متمسكا به بقوة. فقال الانكليزي : انت مسلم وهو مسلم كيف غدّرت به ؟ انت خائن لامتك فأنا لااثق بك...وبصق في وجهي وطردني ولم يعطني الذهب.

      فذهبت الى البيت واردت النوم في نفس الليلة وعند منامي رأيت الجندي العثماني يقول لي ماذا ستقول للنبي عليه الصلاة والسلام عندما يسألك لماذا؟ ومن يومها ومنذ اكثر من اربعين سنة و انا لاانام كلما انام يأتيني نفس الشخص ويسأل ماذا ستجاوب الرسول (ص)؟

      سؤالنا من الذين يقتلون الابرياء بالجملة كل يوم سواء بالتفجيرات والمفخخات والكواتم   هل فكرتم ماذا ستجاوبون الرسول(ص) عندما يسألكم لماذا ؟

أأنتم من امة محمـــــــــــــــد عليه افضل الصلاة والتسليم  ؟                

   حتى مجرمي ايام زمان اشوى من مجرمي هذه الايام اقلها كانوا  يشعرون بتأنيب الضمير ويسعون للتكفير عن ذنوبهم.

   اللهم ارحمنا ولاتسلط علينا مَن لايرحمنا.