لا تستغربوا أعزائي القراء لهذا العنوان الرئيسي للمقال! فشركة فيس بوك لم تفتتح مختبراً للتحليلات.. لكن هذا المختبر هو احد المختبرات الطبية في أحد المستشفيات الحكومية العراقية!. الذي يمتازُ كادرهُ بالعمل على تحليل الآراء والتعليقات والمواضيع والمنشورات في برنامج الفيس بوك!. بالإضافة إلى الإختصاص والعمل الموّكل إليهم وهو إجراء التحليلات الطبية لمراجعين هذا المشفى الحكومي المهم ..
لكن هناك نظاماً رائعاً جداً يعتمدهُ كادر هذا المختبر بحيث يبدأ فى الصباح بأخذ العينات من المراجعين والمرضى إلى الساعة العاشرة صباحاً فقط وبعد ذلك توضع العينات في الأجهزة الطبية لكي تخرج النتائج عند الساعة الواحدة ظهراً في هذه الأثناء لايستقبل المختبر اي مراجع أو أي مريض مهما كانت حالتهُ “إلا بتوصية أو بورقة أو قصاصة” كما يقال من أحد الأطباء!! لكي يحصل على فرصة بإجراء تحليل طبي!. وكذلك هناك وقت فائض لدى الكادر من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الواحدة ظهراً هذا الوقت مخصص فقط لإجراء التحليلات للمنشورات والتعليقات الفيس بوكية!!.
يا سلام كم نحنُ محظوظون اليوم في العراق لدينا أفضل أنواع المختبرات الطبية التي تحلل حتى المنشورات الفيس بوكية وتناقش مصادرها والآراء المطروحة حولها!
والغريب هنا أن الكادر لهذا المختبر أغلبهم شباب ولا تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين ربيعاً لذلك هم يمارسون عملهم بشغف في التحليلات الفيس بوكية! وعكسهُ تماماً في التحليلات الطبية!. حيث لا يمكنك دخول المختبر بعد الساعة العاشرة صباحاً لأنه سيكون مغلقاً حتى إظهار النتائج في الساعة الواحدة ظهراً !!
في هذه الأثناء تجد الكادر يمارس تحليلاتهُ الخاصة والأهم بالنسبةِ لهم وهي التحليلات الفيس بوكية!! والحمدلله ممكن أن يحقق العراق المرتبة الأولى في هذا المجال على يد هكذا كوادر عينتها الدولة لكي تخدم المواطنين بطريقة أو بأخرى!. وللأسف الشديد جميع دوائر الدولة تعاني من هذه الظاهرة لكن على مستوى مستشفيات الدولة وتكون لديك هكذا كوادر طبية شبابية عليك أن تفتخر أيها المواطن العراقي، وأنتَ كذلك أيها المسؤول ، وأيها الوزير !! لأن هذا هو المعنى الحقيقي للتطور والحداثة بعينها الكادر الطبي لايعمل جميع ساعات العمل من أجل المواطن وخدمة المجتمع والإنسانية بل كذلك يقدم خدمة جليلة وهي تحليلات وتحقيقات للمنشورات الفيس بوك !! وهناك جدل عالي الجودة بين أعضاء هذا الكادر للمختبر بحيث لا يمكن الحديث معهم أثناء وقت الدوام الرسمي في تحليل المنشورات لبرنامج الفيس بوك !!
لهذا السبب نحنُ ننهج نهجاً جديداً ولابد من تطويرهِ فأنا مثلاً قررت في الأسبوع القادم أن أذهب إلى هذا المختبر الرائع والفريد من نوعهِ لكي أجري تحليلاً لإحد المنشورات لدي في برنامج الفيس بوك بدلاً من تحليل الدم أو غيرها!. لكن السؤال هنا يا ترى بكم هو التحليل الفيس بوكي؟ هل سيكون له ثمن معين يعود إلى الدولة ؟
وهل سوف تستفيد وزارة الصحة العراقية من مبالغِ التحليلات الفيس بوكية؟ وهل ممكن أن نعمل من خلاله شير إلى الطبيب المختص لكي يعالج الحالة بالشكل المطلوب؟
كل هذه الأسئلة وأكثر تحتاج إلى الجواب والجواب يجب أن يكون نابعاً من ضمير الموظفين الذين أهملوا عملهم وأنشغلوا بالفيس بوك وبرامج التواصل الإجتماعي أثناء وقت الدوام الرسمي!.
تاركين المواطن العراقي في دوامة الضياع والإهمال..
ويجب أن يكون هناك جواب شاف وواف من قبل المسؤول عن هذه الكوادر وكذلك من قبل الوزير المسؤول!.. وللأسف الشديد لا أحد يجيب عن أسئلة الشعب وينصفهُ يوماً لأنهُ هو الخاسر الأكبر دائماً وأبداً…
في الختام سوف أطلب من هذا المختبر الإبداعي أن يحمل أدعية الشفاء ويعممها على المرضى والمراجعين لكي ينالوا الشفاء العاجل إن شاء الله. وأتمنى أن تصل هذه الأدعية إلى سعادة الوزيرة لكي يشفيها الله من مرض “العمى والغفلة” عن المسؤولية التي أوكلها الشعب إليها!!. اللهم آمين يارب العالمين
ودمتم سالمين…
مقالات اخرى للكاتب