"الفوبيا (من اليونانية ϕόβος بالمعنى ذاته) هو مرض نفسي يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص".
المجتمع العراقي والمتعدد الطوائف والاديان، والذي تتباين رؤى افراده، والذي وصفه دكتور علم الاجتماع العراقي علي الوردي، بالمتناقض، وبعيدا عن علي الوردي فإن التناقض هو حالة الصراع الداخلي بين امرين، او اكثر، فتارة يكون التناقض مصدره تبدل الافكار، وتارة اخرى يكون التناقض مرضا ينعكس على الفعل والسلوك، ف ايهما يريد الوردي بذلك؟.
سير عجلة الحياة، والتطور الذي مهد لرقي الانسان، جعله يهندس حياته ويضع الخطى لتنظيمها، واحدى خطوات هذا التهندس هو تقسيمه لطريق العجلات، وفصله عن طريق المارة والمتجولين.
أرى في مدينتي وبعض مدن جنوب العراق، ان الفرد العراقي يزاحم السيارات في طريقها المخصص، حتى بات رصيف المارة يخلو منهم، وما يدعوني للفضول للأنتباه، لعدد السائرين بطريق السيارات؛ هو اكثر من الذين يتخذون من الارصفة مسارا لهم!.
ابواق السيارة وضعت لتنبيه غير بني الانسان، لابعاده عن الطريق، لكن الملاحظ هنا؛ ان ابواق السيارات تستخدم بكثرة، حتى يصل الشخص الذي يستقل سيارة ما، الى حد الصداع؛ اذا ما توقفت السيارة في زحام ما! فهل نحن نحتاج الى ثقافة مرورية؟ ام اسلوب لاحترام الشارع؟ ام ينقصنا التعامل مع هذه الالات التي نستخدمها؟.
تعايش الفرد العراقي والجنوبي منه خصوصا، وتأخر التقدم سواء على مستوى البلد، قياسا بالبلدان الاخرى، او الجنوبي بغيره، وطابع القبلية الذي يسوده، ربما منع تقبله سريعا لثقافة النظام، او ربما حد من فكره بأن يذوب سريعا، مع الفكر الجديد.
ترك الاشخاص رصيف المارة، وازدحامهم في الاسواق امام العجلات؛ يبقى مدعاة تساؤل، هل ان الارصفة سببت فوبيا لدى الاشخاص، فبات استقلالها يسبب الضجر والضيق لديهم؟ ام ان حبهم للمثل السائد "خالف تعرف" جعلهم ينسون الترتب والنظام، ليعيش الفرد العراقي ثقافة العشوائية، لتمتزج مع روحه، وتكون سببا في تكوين شخصيته وسلوكه؟.
اخيرا نقولها وعلى مضض، فأن ثقافة العشوائية والتمرد، والتي تشعبت في المجتمع العراقي، تدفعه الى الضياع، وتؤخر في مدى مسايرته لتقدم النظم العالمية، نحو الحظارة والرقي المجتمعي.
مقالات اخرى للكاتب