أعلنت ناشطات نسويات 25 نوفمبر من كل عام كيوم للقضاء على العنف ضد المرأة. وفي 17 ديسمبر 1999 عدت الجمعية العامة للأمم المتحدة 25 نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة (القرار 54/134)، حيث دعت الأمم المتحدة الحكومات ، المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس حول مدى حجم المشكلة في هذه الاحتفالية الدولية. النساء حول العالم عرضة للاغتصاب ، العنف المنزلي وختان الإناث وأشكال أخرى متعددة للعنف وأتى هذا التاريخ إثر عملية الاغتيال الوحشية في 1960 للأخوات (ميرابال) الناشطات السياسيات في جمهورية (الدومنيكان) بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان (رافاييل تروخيلو) (1930 - 1961).
إنّ ظاهرةُ العنفِ قديمةٌ وواسعة الانتشار منذ أن كانتْ المرأة في العصر الجاهلي تُباع وتشترى وتوأد حيّةً ، فالذين يمارسون العنف ضدّ زوجاتهم يعانون من مشاكل نفسية ، أبرزها مشكلة حبِّ السيطرة والتباهي بالرجولة ، يضربون نساءهم ويركلوهنّ ويذلوهن ويعتدون عليهن جنسياً ، وقد يصل الاعتداء حدّ القتل ، ومشكلة العنف هذه تنتقل بين أفراد الأسرة بين الطفل الأكبر والطفل الأصغر ، بين الحماة والكنه أو بين الوالدين وأطفالهما ،وتؤثّر ظاهرة العنف على صحّة ونمو الطفل فتكون أوزانهم أقلّ من أقرأنهم في فترة الرضاعة ويكونون أكثر عرضة للإصابة بالإمراض ؛فتكون الوفيات بين الأطفال الذين تتعرّض أمهاتهم إلى العنف أكثر من الأطفال الذين لا تتعرّض أمهاتهم إلى العنف ، وهناك أسباب كثيرة للعنف منها:
&/أسباب ثقافية ، كالجهل وعدم معرفة التعامل مع الآخرين وعدم احترامه ، فالمرأة تجهل مالها وما عليها وكذلك الرجل وبالتالي يؤدي ذلك إلى التجاوز والتعدّي عليها ، ومنها أيضاً تدني المستوى الثقافي للأسرة والإفراد والاختلاف الثقافي بين الزوج والزوجة .
& / أسس التربية العنيفة التي نشأ عليها الفرد التي توّلّد لديه العنف فيكون شخصاً ضعيفاً يحاول أن يبرز عضلاته تجاه زوجته .
&/ العادات والتقاليد الموروثة للتمييز بين الذكر والأنثى حيث يعطى الحقّ دائماً للذكور للهيمنة وممارسة العنف ضد الأنثى ومن الطفولة ممّا يؤدي ذلك لاستسلام الأنثى والرضوخ للواقع .
&/ أسباب اقتصادية لها الدور الكبير فالمستوى المعاشي الصعب الذي يؤدي إلى صعوبةِ الحصول على لقمة العيش وبالتالي تذلُ الزوجة من قبل زوجها فتقبل بهذا المصير من أجل أطفالها .
&/ أسباب كثيرة منها بيئية واجتماعية ، كضعف الخدمات وازدحام السكان وزيادته ممّا يؤدي إلى تكدّس العوائل في بيوت صغيرة .
&/ والأهمُّ من ذلك كلّه الممارسات اللإنسانيّة للحكومة الدكتاتورية فالمرأة العراقية عانتْ الكثير من المصاعب والويلات طيلة( 35 ) عاماً ، فلقد مزّقتْ الحربُ الطويلة الأسرةَ العراقية وقتل الكثير من إفرادها ودفن البعض في مقابر جماعية والحصار القاسي الذي نهش الأجساد والبيوت أدّى إلى زيادة العصبية لدى الرجل والمرأة معاً وبالتالي تكون الأسرة ضحية ، فالرجال ليسوا جميعاً متكافئين في قدراتهم العلمية والعملية ويختلفون باختلاف نشأتهم وتاريخ حياتهم فهناك رجل قادر على القيام بعمل معين بسهولة تامة وهناك رجل آخر يفعل نفس الشيء الذي فعله الرجل الأوّل بشيءٍ من الصعوبة وإنّ علاقة الزوج بالزوجة كانت تخلو من الصداقة الحقيقية
وذلك بسبب مركزها السفلي وانعدام التعليم والإعداد لها كإنسانة , فبعد انهيار النظام التعسفي وانهيار مؤسساته والتطوّر الحاصل في وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة في بث الكثير من الثقافات التي تحدّ من ظاهرة العنف ضد المرأة ،نبقى نتساءل لماذا هذا العنف ؟ أليستْ هي الأمّ والأخت والبنت والحبيبة ؟ لابدّ من تطبيق القانون بحقّ الرجل المسيء واحترام حقوقها وواجباتها الشرعية وإيصال صوت مظلوميتها للحدّ من الاعتداء عليها واحترامها ، يروي أفلاطون على لسان سقراط ( إنّ إعادة الروح الإنسانية إلى المرأة لا تتمُّ إلّا بالانتفاع الكامل منها في الدولة والمجتمع وهذا في حدّ ذاته لا يحدث إلّا إذا حرّرتْ المرأة من السجن المنزلي التقليدي والدور المرسوم لها قبل ولادتها) فالتغيير الحاصل في السلطة الجديدة هو أن أصبح للمرأة حق الاشتراك في الوزارات والبرلمان ومجالس المحافظات ومجالس البلديات ، تمارس حقوقها وواجباتها ، متساوية مع الرجل فهناك الفيلسوفة المفكرة والموسيقية المبدعة والسياسية الواعية والأديبة المتألقة والمناضلة الجسورة ..الخ إذن فتحرير المرأة يضمن لها حق التعبير والتعليم والعمل والمساواة مما يؤدّي إلى القضاء على العنف ضدها بعد أن كان دورها معدوماً ومحصوراً في أضيق الأطر ...