يعاني النظام السياسي في العراق منذ عام ٢٠٠٣ والى يومنا هذا من عملية تشويه ممنهجة تستهدف صورته في الرأي العام العربي والعالمي واضف اليه المحلي ايضاً، فبعد انتهاء فترة حكم النظام الدكتاتوري الصدامي تحول العراق الى نظام برلماني دستوري ديمقراطي تعددي وهذا النوع من الأنظمة الذي يتم فيه تداول السلطة بشكل سلمي يندر وجودها في محيطنا الاقليمي فأغلب الدول التي تحيطنا تعيش في كنف نظام التوريث والاستبداد والانقلابات البيضاء والسلطة المطلقة فلذلك شكل لهم العراق الجديد بنظامه وبدستوره وبتعدديته عقدةً ملازمةً وخطراً يؤرق وجودهم وسبباً يدفع شعوبهم للحراك السياسي فجندوا مئات الاقلام والأفواه المأجورة من ما تبقى من فلول الإعلام الخشبي الذي طبل للشيوعية في بواكيرها و تاه في فلك القومية الناصرية فيما بعد ليجد نفسه امام فكرة القائد الأوحد وراح يزغرد لصدام حسين وبوابته الشرقية الى ان وجد نفسه قد خسر كل الرموز والايديولوجيات التي راهن عليها ، وعمل هذا الاعلام الخشبي بكل جهد على تشويه سمعة النظام السياسي العراقي من خلال مؤسسات اعلامية ضخمة ترصد لها ملايين الدولارات وتقف خلفها شركات ومراكز دراسات كبيرة تخطط لهذا الاستهداف الممنهج لنظام الحكم وبأساليب باتت معروفة للجميع ..
في الوقت الذي نخوض فيه حربنا المقدسة ضد داعش نيابة عن الإنسانية أجمع صار لزاماً ان تنبري فينا الاقلام والحناجر والقلوب الوطنية لتدافع عن مكتسبات الشعب العراقي بالعيش بحرية وكرامة ورفاه .. خصوصاً من الاعلاميين الذين انتفعوا بشكل او بأخر من مخرجات النظام الديمقراطي الذي اتاح لنا حرية التعبير والرأي ،هناك بعض الاعلاميين الذين تخشبوا عند مديات الجمهور المحلي وهناك من قرر اللعب مع الكبار والانتقال الى الجمهور العربي الأوسع وأخذوا على عاتقهم شرف الدفاع عن الوطن ضد كل من يستهدف تمزيق وحدة الصف الوطني ، بالأمس شاهدت حلقة لبرنامج الاتجاه المعاكس وكيف ظهر الشاب علاء الحطاب (مقدم برامج في قناة العراقية) الذي اقتحم بكاريزميته الأنيقة وكر قناة الجزيرة وعَقد لسان مشعوذها فيصل القاسم وحطم الصنم الصدامي داوود البصري و قَلم اغصان شجرة الجزيرة القطرية هذه الشجرة الخبيثة التي سممت افكار وعقول العرب بحنظل زيفها وفساد رأيها وكذب رسالتها ..
فما يحتاجه العراق ليس البندقية والرصاص فحسب بل اقلاماً تقف خلفها ضمائراً نبيلة تزأر كما الأسود في وجه اعدائنا فالإعلام هو امضى اسلحة الحروب فحتى رسول الله (ص) جعل من حسان بن ثابت اللسان الإعلامي المدافع عن الدين الاسلامي ضد كل من يستهدف تشويه صورته وأسلمت قبائل تميم بأبيات حسان بعد أن قهر شاعرهم الزبرقان ..
فهذا ما يحتاجه العراق الجديد فيلق من الاعلاميين يحملون اقلامهم ليناصروا قضايانا ويطلقون جيوشاً من الكلمات تدرء عنا كل هجمة اعلامية خبيثة و ليعضدو انتصارات اخوانهم في القوات المسلحة والحشد الشعبي..
لتكسب اي قضية لا تكتفي بعدالتها فحسب بل عليك تكليف محامي بارع يدافع عنها فعدالة القضية لا تعفيها من السقوط والإهمال والخسارة والقضية الفلسطينية خير مثال على ذلك فهي أعدل قضية بيد أسوء محام !!
مقالات اخرى للكاتب