سؤال يطرحه ملايين العراقيين هذه الايام..من يحكم العراق الدكتور حيدر العبادي أم نوري المالكي ؟؟وهل يتحمل العراق رئيسين على قمة هرم السلطة كل يريد قيادة العراق وفق الطريقة التي يرغب بها ..وهل هناك جهات اقليمية تدعم شخصية حاكمة دون اخرى ، للسير بأنهيار العراق نحو الهاوية مجددا؟؟
الظهور الاخير للمالكي وممارسته انشطة وتصريحات وزيارات لمحافظات يستهدف بها دولا اقليمية ومكونات عراقية وشخصيات رئيسة حاكمة اشعرت الكثيرين ان الرجل يتصرف وكأنه لايزال هو الحاكم الفعلي للعراق وليس الدكتور حيدر العبادي!!
تصريحات نائب رئيس الجمهورية التي اطلقها من الناصرية تثير مخاوف من عودة المالكي مجددا الى الاضواء في ظل تصريحات مرعبة ، بالرغم من ان المالكي يمارس مهامه من خلف الاضواء، الا انه مايزال يفاجأ العراقيين بظهوره الذي ترافقه تصريحات توجه الاتهامات يمينا وشمالا وكأنه يريد ان يقول انه بريء مما حصل للعراق من انتكاسات وهزائم..اذن لماذا اسقطت داعش في ظل حكمه اربع محافظات عراقية الواحدة تلو الاخرى وهي تعلم علم اليقين ان المالكي وسياساته التهورية كانت السبب الاساس في هذا الانحدار الخطير الذي واجهه العراق، وأدى الى كل هذه الكوارث والنكبات!!
مرة يصرح المالكي لوسائل اعلام ايرانية ..ومرة يقوم بزيارات لمحافظات عراقية.. وهو يريد ان يوصل رسالة مفادها انه مايزال هو الحاكم الفعلي للعراق، وانه رجل ايران الاول ، وهو لايعترف بالعبادي حتى الان رئيسا للوزراء وينفي كل ماحصل في عصره من افلاس للخزينة ومن كوارث عسكرية ليلقي بها على ابناء المحافظات العراقية التي احتلتها داعش ويحملها مسؤولية ماحدث.. اما تصريحاته ضد الاكراد فقد عادت الى الواجهة من جديد ..وضد تركيا ودول عربية لايريد لسياسة العبادي في الانفتاح ان تأتي ثمرها قريبا ، وهو يجد في توجهات طهران المناهضة لهذه السياسة املا في تهييج الشارع الشيعي ضد تركيا والسعودية لتخريب اي مسعى لاصلاح ذات البين في العلاقات المتوترة والتي تعاني من ازمات، والمالكي يرى في سياسة الانفتاح الاقليمية توجها معاديا لايران من وجهة نظره، وهو الذي يريد ان يؤكد لطهران انه مايزال رجلها الاول الذي يحافظ على وجودها ومصالحها في العراق وان الاخرين من اقطاب الحكم لايساندون توجهات المالكي بل يرفضونها جملة وتفصيلا!!
وحتى الامريكان الذين كانوا حلفاء للمالكي قبل اشهر وسنوات عاد المالكي ليناصبهم العداء ويحملهم مسؤولية الاخفاقات في العراق وانهم هم من تخلفوا في تقديم الاسلحة وسقطت بالتالي اربع محافظات عراقية، دون ان يعرف ان الامريكان هم من مدوه بكل وسائل الدعم والمساندة وكانوا يعتبرونه رجلهم الاول في العراق، الا ان الاميركان عندما ادركوا ان المالكي يقود العراق الى الكارثة تخلوا عنه لانقاذ ما يمكن انقاذه، بعد ان صم المالكي اذانه عن الاستماع لنصائحهم له من انه سيتعرض للسقوط ان بقي يمارس هكذا سياسات اقصاء للمكونات الاخرى ويحرمهم من حق العيش ويبطش بشعبه كلما وجد فرصة لابادة احد مكونات العراق المهمة التي ناصبها العداء ووجه كل سهامه لكي يذبح ابناءهم ويستبيح مدنهم الواحدة بعد الاخرى!!
والعراقيون حيرى من امرهم اليوم وهم يتساءلون هل يتحمل العراق حاكمين في ان واحد ومن يحكمهم ياترى : هل العبادي ام المالكي ، وربما ينطبق عليهم القول : لاتعرف حماها من رجلها، للدلالة على ان الامور في العراق عادت الى الاضطراب والتوتر من جديد ، وما ان خرج المالكي من الباب واذا به يدخل مجددا من الشباك..!! ويتكرر السؤال في كل مرة : من يحكم في العراق الان لاندري..لكن المالكي عاد يمارس مهامه كرئيس للوزراء شاء العبادي أم أبى!!
واذا اراد العبادي ان يضع حدا لتفرد المالكي وظهوره غير المبرر ، ومعادته لتوجهات العبادي السياسية والامنية فما عليه الا ان يحزم امره ليزيح المالكي عن الواجهة، ليعرف حجمه الطبيعي ، بل وعليه ان يفهمه انه سيتعرض للمحاكمة امام القانون بتهم خطيرة اقلها تعريض مستقبل العراق للمخاطر وممارسة سياسة ابادة واقصاء لمكونات اخرى تطالب بتقديم المالكي الى محاكم جنائية ، وان لم يضع العبادي حدا لطغيان المالكي وتحديه له فأن الامور في هذا البلد قد تنقلب وبالا على العراقيين لتسير بهم نحو مستقبل مظلم يهدد بانقسام البلد الى اقاليم ودول وكيانات لايعلم الا الله ماتجره على شعب العراق من ويلات وكوارث ونكبات!!
مقالات اخرى للكاتب