{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
حبيب الطلبة.. أستاذ مادة تاريخ القانون أ. د. محمد العطار، له معزة خاصة، في نفس ووجدان كل من درس في كلية القانون / جامعة بغداد؛ لكونه إنسانا ودودا، وعالما جهبذا؛ غزير العلم غني المعلومات.. ثر العطاء، لا يدخر وسعا في تطوير الطلبة وتفهم واقع حياتهم، الملأى بالمنغصات، إبان حكم الطاغية المقبور صدام حسين.
د. العطار.. استاذي في الكلية، وقدوتي في الحياة، له شقيق إسمه عبد الرضا.. الشهيد عبد الرضا كمال العطار.. تولد الديوانية 1955، بلشفي أصيل؛ إنتظم في صفوف حزب الكادحين.. عمالا وفلاحين.. الحزب الشيوعي، وتفانى حد الإستشهاد، في المواظبة، على الولاء للعراق، من خلال العمل الحزبي الدؤوب، مطلع السبعينيات، منتقلا بعائلته الى بغداد.. حي البنوك، الواقع شرقي القناة، مواصلا رحلة النضال في سبيل بلوغ الهدف الاسمى: "وطن حر وشعب سعيد".
شديد الحذر، لم يدع خرم إبرة يمكن أن ينال من سرّية عمله، وسط بلاشفة شرفاء، يؤمنون معه بالقضية الكبرى، جاعلين من أدائهم الشيوعي فعلا وطنيا ماركسيا، ذا تاريخ بمستوى تحرير شعب العراق! رجال بحجم المهمة... وقفوا سدا منيع التحوط بوجه خسة البعثية وأجهزتهم الأمنية ووسائلهم الفظيعة في التعذيب.
لذلك لم تتمكن سلطات الأمن الصدامية العاتية، من إلقاء القبض عليه، إلا أن إبن خالته.. صاحب خليل إبراهيم.. بعثي، كتب به تقريرا مفصلا، نهاية العام 1979؛ فألقي القبض عليه، سنة 1980، وظل يرزح في التعذيب، رهن الإعتقال، ريثما أعدم في العام 1983.
المجرم صاحب خليل إبراهيم، عضو في اللجنة الامنية، لمحلة البيضاء، في حي البنوك، إبان توريط الطاغية، للشعب.. بعضا ببعض، بين الإغراء والتهديد.. ترغيبا وترهيبا، ليقتل الأخ أخاه، قاطعا صلة الرحم، مثل خطيئة الإنسانية الأولى.. قابيل وأخيه هابيل، إذ إستولي الأشرار على قدر الأنقياء الخيّرين.
فصاحب النجس، ليس إبن خالة الشهيد عبد الرضا، فقط، إنما زوج أخته أيضا.. يعني بلغت الدناءة بصاحب الى قتل خال أولاده وإبن خالته، ولا أحد يمكن أن يتصوره معايشا لإمرأة نحر شقيقها بورقة وقلم! رفع عليهما سم، لوجدان الزوج، إزاء نسيبه.. على الأقل بإعتباره صهرا وليس أشد وثاقا من الخوؤلة مرتين، فالشهيد العطار، إبن خالة قاتله وخال أولاده، لكن ليس متعذرا على من يتصدق بشعره، متكسبا المال، من الطاغية صدام حسين، أن يهين قدسية الكلمة، التي إتخذها الرب، معجزة لنبينا محمد (ص) من خلال القرآن الكريم،... ويحط رفعتها من الإعجاز الرباني الرفيع، الى كتابة تقرير أمني للبعث الجائر، يسفح به دم رحمه البريء.
مقالات اخرى للكاتب