وأنا أتابع خطاب الرئيس العبادي اليوم في مجلس النواب شعرت بالإحباط والأعياء فالرجل لم يكن موفقا في إدارة وتسويق خطابة حيث كان مفككا وضائعا .ففي الوقت الذي يطالب فيه تفويضًا عامًا لتشكيل حكومة شراكة توافقية لكنه يريدها بعيدا عن المحاصصة وإنما وفق المهنية والاختصاص والتوافقية..فمع من يتوافق ومع من يتحاصص.
دعوة العبادي لاقت ضجة ولغط تحت قبة البرلمان، إذ عّبر نواب عن استغرابهم حيال دعوته وتوقيتها، و اعلن نواب التحالف الكرستاني رفضهم الصريح لطلب العبادي بالشكل هذا، وتساءل نواب من التحالف الوطني عما يعينه بـ"حكومة توافقية بعيدة عن المحاصصة"،
الكلمة الارتجالية أغفلت عنوانا مهما وهو النازحين وعتب"تحالف القوى على رئيس الوزراء بأنه لم يتطرق لها وهي اهم القضايا في البلاد .رادا بعدما تنبة لها بان لا احد يزايد على مشكلة النازحين .
العبادي لم يستطع اقناع ربع ممن يجلس تحت قبة البرلمان و يواجه معارضة من بعض حلفائه الشيعة في تنفيذ ورقة الاتفاق السياسي، حين طالبهم أمام النواب بتحمل المسؤولية معه،
كنا ننتظر قرارات حاسمة وإجراءات تنسجم مع الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد وتلبي مطالب الشارع العراقي الذي بات ينتظر الخطوات العملية والحقيقية للاصلاح أذ لا تبدو الكتل السياسية حتى الآن متفقة على رؤى موحدة تجاة طروحات العبادي ، في ظل ارتفاع نبرة الانتقادات المتبادلة من خصومة ومؤيديه.
وتبدو المفارقة في أن جميع الكتل السياسية تعلن تأييدها لفرض القانون ومحاربة الفساد، لكنها تتنازع في التفاصيل وتتبادل الاتهامات فيما بينها وتحاول ابعاد التهم عن أنفسها وإلقائها في جعبة مكونات اخرى ..
بكل اسف لم نكن ننتظر من رئيس الوزراء مثل هذة الطروحات الفضفاضة المهلهلة وكنا نود ان يكون اكثر صلابة للاصلاح في تشكيلته الحكومية وقرارات البلاد المصيرية .وببساطة المراقب البسيط يجيز لي أن أسمية خطاب الحسرة والاسف.
مقالات اخرى للكاتب