المَمية ( مَمَة لهو ) المصنوعة من السليكون أو المطاط , هي أتعس اختراع أخترعه العالم , لأن هو إدمان لـشيء غير محدد وخدعة للطفل , فعندما يبكي الطفل بسبب الجوع أو بسبب ألم ما تَدحَس الأم مَمَة اللهو في فمه وتمضي فيما يشغلها , ولأن الطفل يؤمن بأن من حملته تسعة أشهر في بطنها بحلوها ومرها لا يمكن أن تخدعه وهو اليوم أمامها وبين يديها , فيقبل الـ ( مَمية ) الصناعية وينتظر ويسترخي حتى يأتيه الثدي وما يدر له من غذاء رباني , فيتعب فكيه ليغفو ويخلد إلى النوم على ألمه وجوعه درس الخداع والغش والتدليس والاحتيال … هو أول درس في الحياة يتعلمه الطفل ومن أقرب الناس وأحبهم إليه ألا وهي الأم منذ ثلاث عشرة سنة أمريكا ومن جاء راكبا قطارها دحسوا بفمنا ممية الديمقراطية ونحن حسبناها ديس الديمقراطية الحقيقي بفمنا , وصرنا نشفط بممية لهو الديمقراطية ومتحملين الألم حتى غفونا عليها ولم نحسب حساب الخديعة .ثلاثة عشرة سنة ونحن مخدوعين كل يوم بممية لهو جديدة , مرة ممية القومية ومرة ممية الطائفية ومرة ممية القاعدة ومرة ممية داعش ومرة ممية المدري شنو … وكلما كبرت الممية زاد فينا الضعف والهزال والغثاثة والنحافة لأننا وظناً منا نشفط شيء ولكن الحقيقة نشفط لاشيء ليتهم اكتفوا بخداعنا بشتى أنواع اللهايات بل تحايلوا علينا ليرضعونا حليب المفخخات والعبوات الناسفة والمطعمة بالفساد المالي والإداري لكننا نبقى نصرخ ونصيح ونزعجهم بصراخنا وصياحنا ولن نسكت حتى نتشبث بديس الوطنية ونرضع حليب الوطن وندوس عالممية الخادعة.
مقالات اخرى للكاتب