يمكن أن نُطلق على اقتحام ساحة المعتصمين في الحويجة من قبل قوات الجيش العراقي وفرقة سوات القادمة من بغداد فجراليوم التي أقدمت على حرق الخيام وإحداث مجزرة ذهب ضحيتها أكثر من 200 شهيد وجريح ,دمار وقتل واضطهاد وأسرار وخبايا.. ولا ندري إلى متى ستستقر 'السفينة العراقية ' بكل ما تحمله من آهات الشعوب إلى بر الأمان، يبدر هنا سؤالاً هاماً هو أقرب للحقيقة وأبعد للحلُم الذي دائماً ما نريد تحقيقه وهو سلامة وآمان الشعوب.. فقد بدر إلى أذهاننا سؤالاً يبدو ملحاً وهو: من الضحية ومن الجلاد وماذا يحدث في الحويجة ؟! الشعب الذي ينادي بالحرية والكرامة.. أم نظام بدأ يقتل بالليل والنهار ضاربًا قيم الإنسانية عرض الحائط يغتصب النساء ويعتقل الشيوخ ويقتل الشاب أرواحهم تنادي في عنان السماء ارحموا من بقي وسنسألكم أين كنتم من حمايتنا كرسالة موجهة للمسؤولين في كل أنحاء العالم!
أين أنتم مما يجري على أرضا العراق الشقيق.. الحويجة تذبح بدم بارد سورية جديدة حيث تفوح رائحة دماء الشباب الزكية على جنبات الشوارع بطولها وعرضها ولا حول ولا قوة إلا بالله.. ولسان حال أهل الحويجة يناشدون 'كنا بين بيارات البرتقال نمر ننشد ونناشد البشر فالحب يكاد ينفطر والقلب يكاد يندثر فإذا بصرخة تعلو المكان أغيثونا يا بني الإنسان.
ولماذا الحويجة اعتقد هي البداية وتحمل الرسالة لبقية الساحات أن فضوا اعتصامكم لقد جئناكم بالذبح
إن ما يجري في المحافظات المنتفضة من استهداف وقتل اعتقال ودمار وصل إلى حد لا يطاق من الصعب تفهمه وتصوره وقد بدأ وكأنه لوحة لا يتفق اثنان على شرحها أو تفسيرها أو تفكيك لغزها.
كنا قد بُشرنا في بداية انطلاق الربيع العربي وكلنا كنا نتابع عن كثب تلك الثورات ابتداء من تونس الخضراء، مرورا بليبيا ومصر وأخر المحطات الثورية السورية.. والتاريخ سيظل شاهداً على ما يجري على أرضها إلى يوم الدين الأكبر.
إن القتل المستمر بالشعوب هي شرارة الانطلاق نحو تكوين مجاميع تدافع عن نفسها وتدافع من اجل نصرتها في كل مكان من أرض البسيطة وهي غريزة داخل كل البشر 'اسمها سيكولوجية الدفاع عن النفس' هي فطرة الله للعبد المظلوم وللظالم معا وكذلك هي متفرعة تشمل البشر وغير البشر العاقل وغير العاقل، وعندما سأل الله موسى عن عصاه وما تلك بيمنك ياموسى! قال هي عصاي اتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى!
والسؤال ما هي المآرب الأخرى لم يفصح عنها موسى. وقد تكون لضرب
شخص معين للدفاع عن النفس..
وتبقى كلمة مآرب أخرى مفتوحة على جميع الاحتمالات كثيرة والدفاع عن النفس سر من أسرار البقاء في هذه الحياة.
سؤال أين المسؤلون العراقيون من مجزرة الحويجة ومن الضحية ومن الجلاد؟ لكن المحزن المبكي تحول الدولة إلى غابه فهذا شي عجيب ويحتاج إلى وقفات!
وعليه..
إن الصمت والشجب الآن في ظل ما يفعله نظام المالكي لم يعد يجدي نفعا الاسدي الجديد من قتل وإفساد في الأرض وقتل الناس العزل والتحرك الدولي والعربي الآن أصبح امراً ملحاً وضرورياً للحفاظ على كرامة الناس وحقن الدماء وإيقاف والمجازر من جراء فعل النظام؟
أعتقد بعد كل هذا أتصور حان الوقت ليرحل المالكي عن الشعب العراقي لأنه فقد السيطرة حتى على نفسه وقواته وبدأت تنتقم بقتل الناس والقادم اخطر وبكل تأكيد من يراقب تصرفاته الهستيرية يلاحظ مدى والضعف والهوان الذي يمر به الرجل والانعزال
بعد اندلاع التظاهرات مباشرا خرج للشعب مهددا متوعدا فتارة صفهم بأنهم متآمرون متمرون طائفيون,
وأخرى انتهوا قبل أن تُنهو
صرخة' في أذن كل من يريد أن يطفئ شرارة الفتنة القادمة لأهل العراق نسأله الدعاء في ظهر الغيب أن يجعل كيد الحاقدين الغادرين في نحورهم وأن يثبت الشعب الأبي الحر لما يحاك ضده ويبقى السؤال مستمرا..
من الضحية.. ومن الجلاد؟!
مقالات اخرى للكاتب