بعد سقوط النظام البعثي اتيحت لجميع التيارات السياسية المتواجدة على الساحة العراقية ان تقوم بانشاء احزاب سياسية لتعبرعن نفسها وعن جماهيرها وتمارس من خلالها العمل السياسي ,وكانت للتركمان كباقي القوميات احزاب تعمل في المنطقة الامنة وخارج القطر وبعد السقوط اتيحت فرصة انتقال الجبهة التركمانية العراقية الى مركز الثقل التركماني في كركوك والعمل بشكل مكثف وتحت سقفها تقريبا جميع الاحزاب والتنظيمات التركمانية الفعالة والمؤثرة انذاك.
وقبل عدة سنوات وبالتحديد في سنة 2008 انسحبت جميع الاحزاب التي كانت منطوية تحت سقف الجبهة التركمانية بعد عقد المؤتمر الخامس للجبهة التركمانية لاسباب معلومة ومعروفة للجميع ليست في صلب موضوع مقالتي لتاخذ تلك الاحزاب العمل بمفردها .
وهذه الانسحاب او الانفصال او لنسميها ما نشاء قد اثرت بشكل سلبي على القضية التركمانية ومسيرتها حيث اضعفت قوة ومتانة الجبهة التركمانية وحولتها من مؤسسة قوية الى حزب يعتمد في عملها على الموارد المادية دون البشرية وكما وضعت الاحزاب التركمانية في موقف ضعيف جدا مفتقرا الى الموارد المادية من جهة والى الكوادر البشرية من جهة اخرى.
نعم اننا سابقا كنا نؤمن بان تعددية احزابنا التركمانية ظاهرة ديمقراطية وضرورية ايمانا بانهم يمثلون صمام الامان وجهة مكملة او معارضة للوقوف ضد اي استبداد او قرار لا تخدم القضية او تسلط من اي جهة اخرى وخاصة من الذين يستلمون زمام سلطة القرار في الجبهة التركمانية العراقية بالتحديد. .
وكنا لا نمانع من تواجد تلك الاحزاب التركمانية على الساحة بالرغم من اختلافاتهم وطرق واليات عملهم وتنوع اطروحاتهم مع عدم كفنا ومناشداتنا المستمرة حول ضرورة توحيدهم مرة اخرى تحت سقف واحد وتوحيد كلمتهم وصفهم وسكتنا دهرا لطالما ان هناك اتفاقا على المبادئ والثوابت مناشدين في الوقت نفسه الجمبع بالمحاولة والعمل على التعاون عليه والتناصح فيما بينهم خدمة للمصلحة العامة.
ولم نرى بأسا من تعدد احزابنا التركمانية في تلك المرحلة املين ان تندمج مرة اخرى تحت سقف الجبهة التركمانية او اي تنظيم اخر لينسقوا في ما بينهم ويتعاونوا وليظهروا وكانهم حزب واحد في عدة فروع ليغالبوا اي فكر او تنظيم او اي اتجاه تتعارض مع مسيرتنا التركمانية .
ولكن ايضا كنا نرفض تاسيس اي حزب او اي تنظيم سياسي تركماني تحت مسميات الديمقراطية مبنية على اسس المصالح الشخصية اوالفئوية اوغيرها يلحق ضربة قاصمة في ظهر قضيتنا التركمانية او الجبهة التركمانية العراقية ولدينا تجارب قريبة بذلك لا تزال اثارها باقية في الذاكرة التركمانية
ولكن ومع الاسف الشديد ورغم مرور 5 سنوات فقد ظلت الاحزاب التركمانية ضعيفة وهزيلة في جمبع النواحي لضعف امكانيتها المادية او كوادرها السياسية وكما ذكرتها مسبقا وظلت ترواح مكانها او تكاد ان تغلق ابوابها وبعضها تحولت الى احزاب كارتونية , ولم تستطع اي حزب فرض ثقلها على الساحة او اتخاذ موقف المعارض الديمقراطي الحقيقي ضد الجبهة التركمانية العراقية حتى باتت تلك الاحزاب عبئا كبيرا على الشعب وسببا رئيسيا للشقاق بين ابناء الشعب التركماني ولم يستطيعوا التوحد في اي مجال وبدت ظاهرة الاختلاف في اطروحاتهم السياسية الحزبية مما افقدنا الكثير من المكتسبات القومية والفرص وخسرنا الكثير من المقاعد في الانتخابات المحلية من جراء ذلك وفوق كل هذه فلم نلمس اية بادرة او فكرة او خطوة جريئة لتوحيد تلك الاحزاب مرة اخرى لاسباب ساتطرق اليها في مقال اخر.
وفي هئه الايام بالذات وبعد نشرنا لمسودة النظام الداخلي لتاسيس حزب الحق القومي التركماني وصلتنا المئات من الرسائل حول اسباب ومبررات تحويل جمعية الحق التركماني الى حزب الحق القومي التركماني متسائلين ومشتكين من الفرقة والتشتت بعدما اصبحت كثرة الاحزاب التركمانية نقمة على الشعب , وهل فعلا اننا بحاجة ماسة لتاسيس حزب تركماني جديد؟؟؟؟؟؟؟
نعم انني شخصيا اؤيد جميع الاخوة ممن ادلو بدلوهم من المعارضين لتاسيس اي حزب تركماني جديد لتلتحق بالاحزاب التركمانية في ضعف ارادتها وقلة حيلتها في اتخاد قراراتها او ان تشكل لتفتح ابوابها صباحا لتغلقها مساءا.
ولكن في الوقت نفسه فليس من الانصاف ان نقف ضد تشكيل اي تنظيم حزبي قوي وفعال ومؤثر تحت امرة قيادة ديناميكية يحمل استراتيجيات قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى.
وعليه فانه ليس من الحق ان نقف ضد فكرة تاسيس حزب قوي تحمل على عاتقها دمج احزابنا تحت سقفها وخصوصا التي ولدت من رحم الشعب ولم تنحرف عن مسارنا القومي و يوحد رؤيتنا القومية ويقضي حوائج شعبنا من جميع النواحي , ويستطيع ان تصل الى هرم السلطة في الحكومة العراقية لنتولى من خلالها مناصب الوزارات والمحافظين ومدراء العاميين ورؤساء الدوائر والجامعات والخ وغيرها وحسب مستحقاتنا القومية .
ولكن السؤال المطروح
هل بامكان خزب جديد ان تصل الى الهدف المنشود ؟؟؟
فالجواب فمن المحال تحقيق ذلك الا في حالة ان اقدمت الحزب بالعمل الدؤوب مجاهدا الى توحيد الكلمة والصف وان يقنع قادة احزابنا التركمانية بالانضمام تحت سقف الحق لان (الحق يعلو ولا يعلى عليه) والتخلي عن المصالح الشخصية واعلاء مصلحة الشعب العليا فوق كافة المصالح والمنافع الحزبية والشخصية الضيقة وترك حب الظهور وعلاج مرض الزعامة.
وانذاك فبرائي يتحقق الحلم وندعم الحزب شريطة عدم اللحاق بركاب الاحزاب الهزيلة واوتوماتيكيا سيقوم الشعب بدعمه وسيلقى مساندة من شريحة الشباب القومي القادرين على تحمل المسؤولية القومية والتاريخية
نعم اننا بحاجة الى حزب الحق القومي التركماني شريطة ان تخلوا من المحسوبية والطائفية المقيتة والعنصرية والولاء الخارجي ليصنع جماهيرية عريضة فى مدن توركمن ايلي
وانذاك يستحق تاسيس حزب الحق القومي التركماني الدعم الجماهيري شريطة ان ياخذ على عاتقها اعادة الوعي القومي الى الساحة التركمانية ويختار ادارة سياسية ملائمة لروح العصر وتحدياته ومتوافقة مع استحقاقات الاصلاح ومتطلباتها ومنسجمة مع تطلعات التركمان وامالها وان يغدي ادارته السياسية بدماء جديدة يعتمد على عقلية جديدة وباختيارات تبتعد عن الرؤيا القديمة ومعتمدة على الكفاءة والنزاهة في مختلف المناصب مهما علت او تدنت.
نعم فالشعب التركماني بحاجة ماسة الى حزب قوي ذو رقم صعب يستطيع مجابهة ظاهرة التهميش التي نتعرض لها وقادر على اعادة صياغة اوجه التعاون بين كافة طاقاتنا ونظرتنا للمستقبل فى قضيتينا العادلة وقادرة على البحث فى مستقبل افضل للشعب التركماني والتفكير في كافة البدائل المتاحة للتوجه من خلال تلك البدائل نحو الاحسن
نعم فالشعب التركماني بحاجة ماسة الى قيادة نشطة فعالة ديناميكية يستطيع التعمق في تشخيص اي علة او خلل عرقل مسيرتنا او اجل اعادة حقوقنا ومصادرها ومؤهلة لطرح رؤيتنا في مطالبنا المشروعة والمنطق الذى يحكم هذه المطالب وغرس في عقول الشعب التركماني بان الوقت قد حان لانهاء الخصام والزعل والنوم والسبات وباننا نحتاج لفعل الكثير والكثيرلتحقيق ما نربو اليه لدرجة تلزمنا الزاما جبريا بان نكرس المزيد والمزيد من طاقتنا ووقتنا للوصول الى هدفنا وما ننشد اليه دون الاتكال على الاخرين ان كانت في الداخل او في الخارج.
مقالات اخرى للكاتب