الربيع العربي بدأ من تونس وأصاب كل شعوب المنطقة العربية بالعدوى , ليكون صراع بين حركات الشباب والحكم الدكتاتوري , تحول الى صراع بين الحكومات والأسلاميين , لم تحصل فيه الشعوب على الازدهار ولم تتذوق النتائج , ربيع أخر في تركيا بين الاسلاميين المنتخبين والعلمانية ,مرسي أحد نتائج الربيع و في مصر يوجه صوته العالي وهو يخاطب الجمهور والمؤتمرات الدولية , وكأنه بائع خضار يروج لبضاعته , لا يهمه ان أزعج الأخرين او خرج عن اللياقة والدبلوماسية , معتقداً ان أفضل وسيلة للأعلان من وصول الصوت الى أبعد المسافات , ولا يهمه نوعية البضاعة ومكان بيعها , يبدو إنه لم ينفك من المؤوسسة الأخوانية ولم ينزع ثوبها , لم يفرق بين المسجد ورئاسة الحكومة , حتى يتوهم أنه في خطبة للصلاة ويفرض سماعها حتى لغير المسلمين في حالة من التشدد والتطرف , وبعد عام من تولي مرسي رئاسة مصر في 30 حزيران , شباب وحركات وقعوا أستمارات يعتزمون منها النزول للشارع في نفس التاريخ وشعارهم ( تمرد ) , مرسي اول رئيس منتخب جاء على أنقاض مبارك وصادر طموحات الشباب الداعية لمحاربة الفقر وحرية الرأي ووسائل الاعلام , العواطف جياشة واستياء كبيرة نتيجة الشلل الأقتصادي والسياسي وفقدت مصر دورها الأقليمي , فلم يختلف عن سابقه في مواجهة الاضطرابات ويستعد لذلك انصاره للخروج بالتظاهرات المضادة في الجمعة التي تسبق تظاهر المعترضين , تنذر المواجهات بأندلاع العنف الذي لم ينقطع منذ عامين , المعارضة لمرسي تضم ليبراليين ومسيحين وجماهيرمستاءة من الواقع الأقتصادي ,وهذا الحراك في مصر يقترب من تركيا وقطر في اغلب التوجهات وكلاهما يسندان المعارضة السورية خاصة بعد سحب مصر لسفيرها منها , ويرتبطان مع امريكا بالمعاهدات , مرسي لم يتوقف من مشروعه في أحتكار الحريات ومحاولته لأيجاد فرعون أخر في مصر مثلما يسعى اردوغان أعادة الامجاد العثمانية وامير قطر يريد جعلها مأوى لطالبان , مرسي قام بتعين محافظين اغلبهم اسلاميين من الاخوان ومنهم محافظ الاقصر السياحية وهو قائد أحدى اجماعات المتشددة وهذا ما دعا وزير السياحة للأستقالة , رغم المعارضة الشعبية الواسعة بعد عجز السلطة التنفيذية والتشريعية من حسم ملفات الأقتصاد , الجيش المصري كان أغلبه يحضى بالدعم والولاء من مبارك لكنهم ضحوا بذلك لحماية انفسهم, بينما يعتقد انصار مرسي أنهم تغلغلوا في المؤوسسة العسكرية , وجمع انصاره كما يقولون 7 ملايين توقيع من اصل 91 مليون تعداد الشعب المصري وبأسم حركة ( تجرد ) , المصريون أتعبهم انقطاع الكهرباء ونقص الوقود وارتفاع الاسعار وتراجع الأقتصاد والسياحة ومضايقة الحريات , يمكنهم القبول بعودة الجيش , الأصوات بدأت ترتفع للمطالبة بالرحيل لفشله في تحقيق مطالب الثورة , واهتمامه بالشأن الدولي للأنحياز الطائفي وترك الرغبات الداخلية , وفقدت مصر قيادة العرب ودورها في تحريك سياسة الجامعة العربية , يبدوا هذه المرة ان الربيع القادم ليس من خلال تغلغل القوى الاسلامية المتطرفة في حركات الشباب وومصادرة تطلعات الشعوب , ولكنها تغيير لحكام في مقدمتهم مرسي واردوغان وحمد أمير قطر لأنهم من الواضح ومن خلال ما يدور في سوريا بدأت بوصلتهم تنحرف باتجاه التطرف الديني والميول للقاعدة او تناغم الأفكار معها , والمجتمع الدولي رافض لتواجد وتحركات القاعدة كما أقر في قمة الدول الثمانية اخيراً , التغيير سيكون سلمي في قطر بأيجاد بديل قومي غير اسلامي والعلمانية والحركات المدنية في تركيا ومصر , وبذلك يستمر مسلسل استنزاف الشعوب الأسلامية من خلال أفعال الحركات المتطرفة وردود الافعال العالمية تجاهها .