قبل ساعات انتهى الدور الاول من مباريات كأس اوربا ، حقيقة لم اتابع المباريات بشكل جيد الا بعضها وخاصة هذا اليوم الاخير لمباريات الدور الاول والذي تأهلت بموجبه فرق (١٦) دولة للدور الثاني ، الملفت للنظر ليس البطولة بحد ذاتها ولا الفرق التي تأهلت بل الملفت هو اصرار منتخب يصنف انه من اصغر الدول من الناحية السكانية في اوربا بل في العالم وهو منتخب دولة ((ايسلندا)) ، جمهورية آيسلندا هي دولة جزرية اوربية في شمال المحيط الاطلسي عاصمتها هي ريكيافيك .
يبلغ تعداد سكانها 320,000 نسمة وهذا العدد من السكان يقترب من عدد سكان قضاء الفلوجة والذي يقدر عددهم ( ٣٠٠) نسمة ومساحة ايسلندا الكلية 103,000 كم2 ( اصغر من العراق باربع مرات ) ، اما مساحة الفلوجة فتقدر باكثر من ( ٣٠٠ ) كيلومتر مربع ، وهو تقريباً نفس مساحة عاصمتها ريكيافيك واكبر مدنها .
في عام 2007، كانت آيسلندا البلد السابع الاكثر انتاجية في العالم للفرد الايسلندي (54,858$)، والخامس الأكثر إنتاجاً حسب الناتج المحلي الاجمالي ، تفتقر آيسلندا إلى الموارد الطبيعية ، وتاريخياً، اعتمد اقتصادها بشكل كبير على صيد الأسماك والذي لا يزال يوفر 40 ٪ من عائدات التصدير، ويشغل 7 ٪ من قوة العمل ، يعد الاقتصاد عرضة لانخفاض الرصيد السمكي وتراجع الأسعار العالمية للمواد الرئيسية التي تصدرها وهي الأسماك والمنتجات السمكية والالمنيوم والفيروسيليكون، ولكن أهميته آخذة في التراجع من الصادرات من 90 ٪ في الستينات إلى 40% في عام 2006 .
بينما تعد آيسلندا من البلدان المتقدمة، فإنها كانت حتى القرن العشرين من بين أفقر البلدان في أوروبا الغربية. أدى النمو الاقتصادي الكبير إلى الصعود بآيسلندا إلى المرتبة الاولى على مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2007/2008، ولا تزال العديد من الأحزاب السياسية معارضة لعضوية الاتحاد الأوروبي، ويرجع ذلك أساساً إلى قلق الآيسلنديين من فقدانهم السيطرة على مواردهم الطبيعية. تحول اقتصاد آيسلندا ليعتمد على التنوع في مجال الصناعات التحويلية والخدمات في العقد الماضي بما في ذلك إنتاج البرامجيات والتقنيات والخدمات المالية. وعلى الرغم من قرار استئناف صيد الحيتان التجاري في عام 2006، فإن قطاع السياحة آخذ في الاتساع بالأخص نحو السياحة البيئية ومشاهدة الحيتان .
تعتمد صناعة آيسلندا الزراعية بشكل رئيس على زراعة البطاطا والخضروات (المغطاة) ولحوم الحيونات ومنتجات الألبان .
تصنف آيسلندا خامسة في مؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2006 وفي المرتبة 14 في 2008. تمتلك آيسلندا نظام ضريبة ثابتة .
معدل ضريبة الدخل الفردي الرئيسية 22.75 ٪ ( في العراق تهرب ضريبي عالي ) يضاف إلى ذلك الضرائب البلدية فلا يتجاوز إجمالي الضريبة 35.72٪ كما توجد العديد من الخصومات . ( في العراق هناك تهرب ضريبي بسبب النظام الضريبي الفاشل )
معدل ضريبة الشركات 18 ٪ وهو أحد أدنى معدلات الضرائب في العالم .( العراق غير ثابتة لزيادة الابتزاز )
. قوانين تنظيم العمل مرنة نسبياً. حقوق الملكية العقارية قوية والارض يملكها السكان بنسبة ٩٠٪ ( العراق بالعكس ) وآيسلندا واحدة من البلدان القليلة التي تطبقها على إدارة مصايد الأسماك.
الهمة العالية للشعوب مطلب عظيم يتمناه أصحاب النفوس الكبيرة والحريصة والتي تتوق إلى المعالي ، وقوة الإرادة هي وقود هذه الهمة العالية فبدون هذا الوقود ( بعد توفيق الله عز وجل ) لن يتم لهذه الهمة منالها ومبتغاها ، ولعل خير شاهد على ذلك ماحققته ايسلندا ، وكيف أنهم استطاعوا بعد توفيق الله من تحقيق هذا التقدم في كل المجالات واليوم في المجال الرياضي اذ تأهلت ايسلندا للدور الثمن النهائي ولاول مرة في تاريخها لتلاقي منتخب انكلترا ، بعدما حققت الاعجاز وصعدت لاول مرة في تاريخها لهذه البطولة من بين منتخبات عديدة ؟! .
بقوة الإرادة نستطيع أنجاز أشياء غير متوقعة ، بالخير والحب ، لا بالشر والحقد، وبالبناء والاعمار ، لا بفقدان الثقة وحب الاستحواذ ، بالامل والطموح ، لا باليأس والشعور بالفشل .
لتكن فلوجتنا وعراقنا افضل واكبر واغنى واحسن من ايسلندا او غيرها ، فلسنا باقل من امكانياتهم ولا باقل من عقلهم اوطموحهم ولدينا من الثروات غير النفط الكثير الكثير .
مقالات اخرى للكاتب