تعاهدت مع قلمي أن لا يقرب بعد الى الكهرباء ( الوطنية ) ، فالكتابة عنها لا تغير شيئا ، بعد أن إرتضت أن يكون لها شريك بهذا الواجب الذي تخلفت فيه سنوات طويلة ، وشاركتها من تقدمت عليها في العمل ، وساعات التجهيز ، وتستحق أن تكون الوزارة باسمها ، وتكون هي تابعة لها ، دون أن تكلف الحكومة نفقات ورواتب ونثريات وايفادات الخ … وستفوز لو رشحت أن تكون بديلا عنها … ومن حق أصحاب المولدات أن يطالبوا بحقهم بان يشكلوا ( كتلة كهربائية ) خاصة تناسب خدماتهم ، لأنهم قدموا للشعب الكثير ، وتطالب بان تكون لها وزارة ووزيريرشح من قبلها ، ويجري التنسيق معها في إختياره ، ويكون لها ممثل في البرلمان يدافع عن حقوقها ويقدر قيمة خدماتها ….. ذلك ما سمعته من مواطن يصف حاله مع وضع الكهرباء الوطنية المؤلم ، وشكواه المزمنة منها ، وكم صرف الشعب عليها من موازنته العامة والخاصة …
لقد وجدت منذ سنوات ان حال من يكتب في ( الوطنية ) حال مؤذن مالطا ، يؤذن فلا يسمعه أحد ، فاضطر الى أن يتوقف عن الاذان ، لانه لم يجد غير نفسه بعد انتهاء الاذان ، ففضل أن يصلي في بيته ، ما دام الآذان لا يدعو أحدا للصلاة غيره …هكذا يقول المثل المعروف في بعض الدول العربية …..
وفي الايام التي تجاوزت الحرارة الخمسين ، وقبلها بايام ايضا ، كنت كحال ذلك المؤذن …أنتظر قدوم ( الوطنية ) ، وعندما يحين موعدها بعد ساعات طويلة ، اخذ منا الحر مأخذه ، لم أجد تغييرا يذكر في وضع ( البيت الوطني ) يختلف عن ( الاهلي ) ، فالاثنتان لا ( تشغلان ) غير المبردات والاضوية والادوات البسيطة … فلم أجد فرقا مهما بينهما …لأن مقدار ( الفولتية الوطنية ) التي تدخل دارنا والدور المجاورة لنا في الاتجاه نفسه ، لا تكفي لتشغيل أجهزة التكييف وتتحول اجهزة حمايتها الى ( ترفك لايت ) .. وبذلك ينطبق عليها المثل العربي أيضا ( اذا حضر لا يُعد واذا غاب لا يُفتقد ..)….
أعرف أن الكتابة في ( الوطنية ) لم تعد تجدي نفعا ، ولا تغير أمرا خلال سنوات المعاناة الماضية ، فقد أخذت نمطا معينا.. فهي تتحدث بصوت عال عن الانتاج وزيادته ووعود وآمال وتفاؤل وجد ونشاط في العمل في فصل اعتدال الجو ، وأعذارعن التراجع بارتفاع درجات الحرارة في الصيف ، وكأنها رتبت حالها على هذا المنوال … أما مساهمتها في دوران عجلة الانتاج والبناء والاعمار فهي لا تزال عند درجة الصفر….
أعرف أن الكتابة لا تجدي نفعا ، كما هي العطلة ( الحرارية ) لا تعني شيئا ما دام من ( تعطل ) عن العمل لا يجد في البيت ( وطنية) تساعده على البقاء فيه ، ولا يقدر على مواجهة درجة الحرارة خارجه .. فهو ( كالمستجير من الرمضاء بالنار ) … وعندها لا تنفع معه كل النصائح والتحذير من التعرض للشمس وارتداء الملابس ذات الاكمام الطويلة وشرب السوائل .. واذا كان من يشعر باعراض التعرض الى الشمس يراجع المستشفى ليجد العلاج المناسب .. فهل يجد مبتغاه واسعاف طلبه من يراجع مراكز الصيانة الكهربائية لاعادة النور الى بيته بسرعة تناسب قيمة واهمية الكهرباء في الحياة اليوم ،او زيادة الفولتية في بيته باستبدال محولة او اضافة اخرى مثلا .. أم أن ذلك غاليا علينا ، وترفا وطلبا في غير محله ، وليس آوانه …؟!
– نتمنى …
{{{{{
كلام مفيد :
حاول ان لا تجعل قلبك مكانا للجميع ، بل إجعل قلوب الجميع مكانا لك ..( وليام شكسبير ) …
مقالات اخرى للكاتب