Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كشخة ونفخة .. اضحك للدنيا
الأحد, تموز 24, 2016
لؤي زهرة

مطلع عام 2002 كانت حالتي المادية عليلة جداً وعلى وشك الموت ودون مستوى الفقر بمئة ياردة ، وليس للمضطر مثلي حيلة سوى اللجوء الى أمَّهِ يستعين بها في الشدّة والعوز ، ذهبتُ اليها كعادتي وجلستُ الى جنبها بانتظار أن تمدَّ يدِهَا الى موضعِ صدرها الحنون فتُخرجَ ( جوزدانها ) لتمنحني مايكفي لشراء وجبة عشاء لأطفالي ، أنتظرتُ طويلاً لكنها لم تحرك ساكناً حتى نفد صبري وقلّتْ حيلتي وشمت بي عدوّي وضاقت عليَّ الأرض بما رحُبتْ وتذكرتُ قول الحُطيئة ( ماذا تقول لأِفْراخٍ بذي مَرَخٍ ) برغم اني لا أعرف الرابط بين محنتي وقول الحطيئة ؟ لكني ذكرته لإستعراض خلفيتي الأدبية أمامكم على أساس أنا مثقف ؟  فقلتُ متودداً: أمي .. هل عندك مساعدات لولدك الصغير ؟ ردَّت بلهجتها العراقية غاضبةً : « ولَكْ أنتَ ليشْ ما تستحي ! مو صرتْ رجال ! وين تودِّي راتبك ؟!» كنت في وقتها أعمل موظفاً في مصرف غير حكومي أعلن عن إفلاسه بعد مباشرتي العمل بشهرين ، أجبتها ناحباً مثل زعطوط بأن ما استلمه من راتبٍ لا يكفيني وعائلتي . وبعد التي واللُّتيا وكتابنا وكتابكم استجابت أمي لتوسلاتي التي كاد سقف الغرفة يسقط على رأسينا تعاطفاً مع وضعي المزري وأخرجت من جوزدانها البني ورقة نقدية فئة عشرة الاف دينار عراقي عليها صورة الحسن بن الهيثم عالم الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون ، ولا أدري ما علاقة الورقة النقدية به ، وإذا كان إختياره قد جاء لتخليد العلماء القدماء فلماذا لم يضعوا علماء سواه وما أكثرهم في بطون التأريخ ، ربما أمه دعت له بالتوفيق ، عموما أنا أعشق الحسن بن الهيثم ، مادامت صورته بالعمامة الضخمة تمنحني وجبة غذائية كاملة مع علبة سجائر تكفيني طوال اليوم ، ما أن وضعتُها في جيب قميصي الأيمن حتى نطّ قلبي من الجانب الأيسر الى جهة العشرة آلاف من شدّة الفرحة وتنفستُ الصعداء وقبل ان اتوكّل على الله كما يفعل المتوكلون وأغادرها ، حضر شخص من اقربائي وهو من أرباب الثراء والنعمة فأدهشني حين رأيتَهُ حاملاً بيدهِ الهاتف المحمول وكانت الدولة في تلك الفترة قد سمحت للمرة الأولى بأستخدام هذا النوع من الهواتف وهو مرتبط بالجهاز اﻷرضي مقابل دفع رسوم مالية ونصب برج يصل مداه 1كم – 5 كم ، ما أن وقعت عيني على الجهاز حتى تمنيت لو كان بأمكاني أن أمتلك جهازاً مثله فتوسلت بقريبي حتى يعطيني الجهاز لمدة نصف ساعة أتباهى به أمام الناس وأقسمت له بجميع الأولياء والقديسين ورموزنا الحضارية بأني لن أتصلَ بأحدٍ وبعد جهدٍ جهيد وافق على إعارتي الجهاز لغرض التباهي به امام الناس ، خرجت من البيت مسرعا فوجدت سيارة فارهة من نوع بي ام دبليو واقفه أمام بيتنا عدت اليه مسرعا وسألته هل هذه سيارتك ؟ هز رأسه بفخر إيجاباً وهنا توسلت به أن يعطيني مفتاح سيارته استكمالاً لمظاهر اﻷبهة لكنه رفض رفضا قاطعا ، لم أيأس وبدأتُ أتملق له حتى كدت أمزق بذلته الثمينة لكثرة ما خرمشتها بيدي متوسلاً ، فوافق وأعطاني « السويج « وهو يردد جزعاً : ( شكد لزكة خاطر الله ) جذبت نظري سترتهُ الأنيقة التي كانت تبرق أمام عيني فطلبت منه ان ينزعها مسافة الطريق فوافق بعد ان شتمني ولعن الصدفة التي جعلته يلتقيني ، ارتديت سترة قريبي وحملت هاتفه المحمول وركبت سيارته الفارهة وأنطلقت أتجول في طرقات مدينتي وقد وضعت سماعة الهاتف قرب أذني وكأنني اتكلم عبر الهاتف المحمول مع أنني لا أعرف كيفية إستخدامه ، كنت أشعر بسعادة غامرة تجتاحني كلما نظر المارة نحوي بدهشة وبحسد ، كنتُ على يقين أن بعضهم كان يقول في داخله : سبحان مغيّر اﻷحوال وهذا حال الدنيا يوم لك ويوم عليك ،كل شئٍ كان يجري على ما يرام حتى إستوقفني شرطي المرور طالبا مني دفع غرامة مالية فورية مقدارها عشرة آلاف دينار ﻷني خالفت القوانين وتكلمتُ عبر الهاتف المحمول اثناء قيادتي للسيارة ، توسلت اليه أن يعفيني من الغرامة لكنه رفض بشدة ، أقسمت له ان جيبي تصفر به الريح ، لم يقتنع وقال هازئاً : سيارة بي ام وهاتف محمول وسترة لا يعلم ثمنها الا الله والراسخون بعلم الخياطة وتقول ما عندي ، دفعت الغرامة وعدت الى البيت بخفي حُنين وانا ألعن القدر المحتوم وتلك الساعة السوداء التي رأيتُ بها قريبي . ربما يتوجب عليَّ أن اخبركم بأن وجبة عشائي مع زوجتي والأطفال في تلك الليلة ، كانت خبز يابس ولبن رائب ؟

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36257
Total : 101