علاج كل قضية بالحديث عن ظاهرتها وخطورتها بوضوح كامل , و نجيب على سؤال للعراقيين , واهمها ومتى ينتهي الارهاب في بلادنا؟ ، نقول ان الارهاب سيتوقف في اليوم الذي سيتوقف فيه الفساد . السياسة بطبعها تغري السياسي من يلج ميدانها , ويبتعد في خياله عن الواقعية و الأستحقاقات , هي سلم سريع الى السلطة و تعزيز حالة الأنا والنرجسية, وتتعمق عند البعض وتتجذر وتصبح حالة ملازمة , الواقع هذا طاغيا وظاهرة في محيطنهاالأقليمي والعراق, في كل مواقع السلطة ومستوياتها , يبدأ العمل بطريقة فردية بمعزل عن روح الفريق و العقل الجماعي في التشخيص والحلول , إنها حالة مرضية يصاب بها السياسيون , ويبتعدوا عن هموم شعبهم ويضعوا لأنفسهم اطار الأستعلاء والطبقية ويجعلون من أنفسهم بديل عن الدولة . الفساد سبب اساسي لوصول الانتهازيين والنفعين لمواقع المسؤولية , يأخذ الدولة طولاً بعرض ولا تقوم للشعب قائمة اذا كان ركيزتها , يتحول الى ثقافة إجرامية متكاملة ومنظومة تغذي بعضها بعضا , و مصدر الأرهاب وتغذيتة عملياته, ويضع السيئين بدل الكفاءات , الفساد نفسه من يحمي الضباط المنحرفين والمخترقين و يسمح للسيارات المفخخة ان تجتاز بعض السيطرات وينغمس فاعلها في الإنحطاط والرذيلة , يجعلهم يكتبون التقارير الإستباقية غير الواقعية و تشتيت الجهد الأمني, وهو من وأدخل اجهزة فاسدة لكشف المتفجرات , إنه والارهاب حليفات متلازمان واينما وجد الارهاب هنالك موطيء قدم للفاسدين , لذلك يقاس احدهما بالاخر .
المرحلة القادمة من اخطر المراحل التي تواجه العراق , والكل معنيون بالتهيؤ والإستعداد, من قوى سياسية وتيارات واحزاب ونخب مجتمع , مقبلون على احداث في غاية الخطورة ولابد ان نواجهها بشجاعة وبسالة , وبطرق تفكير جديدة وبإرادة قوية , وممارسات نوعية وتحالفات رصينة , وتضحيات, والحديث هنا لايعني التخويف او التهويل, وإنما للأستعداد والإنتباه , مرحلة لا تنفع فيها انصاف الحلول و المعالجات والانجازات والانتصارات المجتزئة , تحدي واختبار مصيري عسير وليس أمامنا الا ان نواجه هذه الاخطار بقوة وببسالة , وبعيدا عن الأنانية والمصالح الشخصية والفئوية , ننطلق بقوة وثبات يزيل اي حجر, وقراءة الاحداث , واستشراف التطورات المستقبلية , تعد تعبيرا صادقا لرؤية سياسية استراتيجية تكتشف من خلالها هذه الاخطاروالهشاشة في العملية السياسية منذ 10 أعوام .
وللأسف الشديد العمليات الأرهابية تستهدف الكثير , وتقتل الناس وتقطع أشلائهم , كبير وصغير , الرجل والمراة ,في ملاعب الأطفال والمساجد والأسواق ,المفخخات تنهش في أجسادهم يتساءلون, بنخبهم , وبعموم أوساطهم الشعبية , متى ينتهي الارهاب ؟ سؤال بحاجة الى أجابة من المسؤول وعليه ان يقف بشجاعة ويجيب ,و يشخص الخلل ويبحث عن الحلول . نؤكد ان اهم اسباب الارهاب هو الفساد , نعم الفساد السبب الرئيسي الذي يجعل الارهاب مستمرا في بلادنا , ولعل البعض يشير الى ان العراق يتعرض الى العدوان والتأمر الاجنبي , ولا احد ينكر,وكل شعب يتوقع ويستطيع التجاوز بتماسك جبهته الداخلية , وعدم الشعور بمسؤولية التصدي نوع من الفساد, وهل ان لغة التصعيد تنفعنا في هذه الفترة .ونقول اذا تخلصنا من الذي يتبوء المواقع الحساسة بأدوات فاسدة باغراءات مالية وبدفع اموال حتى يحصل على الموقع في المؤسسة العسكرية او المدنية نتخلص من الأرهاب ,ولأنه وصل بطريق فاسد ,يمارس الفساد ويكون سببا في التدهور الامني والمؤسسي .
مقالات اخرى للكاتب
|