للطفولة في العصر الحديث وعند المجتمعات التي تمتللك وعيا انسانيا قدسية خاصة ويحظى الاطفال باهتمام خاص ورعاية كبيرة لانهم يؤمنون ايمانا قاطعا بضرورة تنشئة الطفل وفق اسس انسانية تليق بطفولته ولا يمكن باي حال من الاحوال سرقة هذه الطفولة والاعتداء عليها واهدار حقوقها لأنهم يؤمنون ايضا ان مجتمعا خاليا من الامراض الاجتماعية ومن الجريمة ومن التخلف يبدأمن تربية الطفل التربية الصحيحة ، ولكن في العراق رغم التغيير الذي مضى عليه اكثر من عقد من الزمان نجد الطفل العراقي ما زال يتعرض لأسوأ حالات الظلم والاهمال وتسرق حقوقه وطفولته وبراءته علنا ودون اي اهتمام من قبل السلطات التربوية والصحية والانسانية ونظرة واحدة لطوابير الاطفال المشردين في شوارع العاصمة وهم يمتهنون مهنا قاسية لا تتناسب مع اعمارهم طراوة اجسادهم في بلد يتقاضى فيه المسئولون اكبر الرواتب والمخصصات في العالم وفي بلد يملك اكبر احتياطي نفطي في العالم ماهو ذنب هذا الطفل المسكين لكي يشرد في الشوارع ليبيع الماء او المناديل الورقية او ليقوم باعمال صعبة فوق طاقته لكي يدرأ عن نفسه او عائلته الجوع .. اين حقوقه واين هي التشريعات التي تحميه وتعيده الى مقاعد الدرس أوالى الملاعب لكي يتمتع بطفولته التي منحها الله له وما ذنبه وقد ذبحت براءته وآماله وتطلعاته بطعنة الفقر والحاجة ؟ فهو لا يعرف مكاناً غير التقاطعات ولا يرى الا وجوهاً مكفهرة غاضبة، ومزاجاتٌ عكرةٌ جداً نتيجة لظروف العراق حيث القتل والدمار والإرهاب والبطالة إضافة إلى الطقس الحار. يقف أولئك الأطفال بكامل برائتهم وعفويتهم التي تنحسر يوماً بعد يوم بفعل تواجدهم في محيط اجتماعي غير مستقر وغير واعي لما يدور حوله، تجد أولئك الأطفال محاصرين تلاحقهم عيون المارة بين متعاطف معهم وبين ساخر منهم، وبين أشخاص تنقض عليهم بلا رحمة فتقتل براءتهم ويتحولون بعدها إلى جرثومة تنخر جسد المجتمع وتصب عليه كل آلامها التي عاشتها أيام الفقر والحرمان والاضطهاد الاجتماعي الذي أحسوه أثر تواجدهم في تلك الأماكن، وهم يرون أبناء جيرانهم يتمتعون بالحماية الأسرية من الناحية المادية والنفسية والتقدير الاجتماعي .أينما تذهب تجد في التقاطعات المرورية هذه البراءة مقتولة علناً وأمام أنظار الجميع من المجتمع والمسؤولين والجهات الدينية ومنظمات المجتمع المدني حيث تجد هؤلاء الصغار يقاتلون الحر والبرد ويقفون لفترات طويلة من اجل كسب فتات الخبز الذي يأكله البعض وهو جالس في مكانه.. لأن الصدفة جعلت أباه مسؤولاً دون ان يوجد هناك وخز ضمير للحكومة ولا المجتمع، ولا أولئك الذي ينثرون آلاف الأطنان من الطعام من اجل إحياء الشعائر، وهل إحياء الشعائر هي التنكر للمساكين والفقراء !؟ ان مئات الحسينيات والمساجد الآن خالية من المصلين لان الفقراء والمساكين وهم غالبية المجتمع لم يروا منها برنامجاً واحداً لرعاية طفل محتاج او يتيم ! لماذا لا يتم توجيه الناس وجهة حقيقية في الصرف على أنفسهم وتطوير بُنيتهم الاجتماعية من خلال مؤسسات رعاية الأطفال واستخدام كل وسائل الإعلام الدينية من اجل توجيه الرأي العام للناس حول الفقراء و هؤلاء الأطفال بالذات ومعالجة مشاكلهم,نعم الدولة هي المسؤول الأول ولكن هذا لا يمنع أن تقوم الجهات الدينية بدور رعاية هؤلاء وتوجيه الناس بفتاوى وخطابات, لماذا يقف هؤلاء الأطفال هنا ولماذا دخلوا معترك الحياة والعمل وهم في سن البراءة من يتحمل مسؤولية هؤلاء الذين اكتووا بنار الفقر كيف لنا ان نبني وطن ونحن نفرط بأجياله كيف لنا ان ندعي بأن الإسلام دين التكافل الاجتماعي وان الخمس والزكاة هي خير مصداق لذلك ؟ ولماذا لا يرى الناس مفعول الخمس والزكاة في المجتمع , أين هي المؤسسة الدينية وأين هي الدولة وأين هي الجهات المعنية بحقوق الطفل كل هذه التساؤلات بحاجة إلى أجوبة واقعية وبحاجة الى تكاتف من جميع الجهات من اجل القضاء على هذه الظواهر الاجتماعية المنحرفة التي ستكون لها آثار سلبية كبيرة جداً على البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي وتساهم في رفد الجريمة والانحراف بطاقات محترفة اعتادت العمل بالشوارع والتقاطعات. ، استمحيكم عذرا سادتي علماء الدين وكل المؤسسات الدينية انها مسئوليتكم
اولا وكفانا خطابات لان الطفل العراقي اولى باهتمامكم وان انشاء ملجأ للايتام او مدرسة للمشردين او ملجأ هو اولى عند الله من بناء جامع اوحسينية آن الاوان لقادة الكيانات السياسية والدينية ان يشمروا عن سواعدهم ويولون ظاهرة الاطفال العراقيين من ايتام ومشردين جل اهتمامهم فلم تبني المؤسسات الدينية منذ السقوط ولحد الان ملجا واحدا للايتام والمشردين انها لتذكرة ليس الا والله من وراء القصد ..
مقالات اخرى للكاتب