هذه حقيقة اكد عليها كل المصلحين وكل الذين ارادوا الخير للحياة وللناس اجمعين اكد عليها كل الانبياء والرسل وكل المصلحين قديما وحديثا
الله هو الحق هو الصدق هو الامانة هو الحب ونكران الذات والتضحية للاخرين فمن لم يلتزم ويتمسك بذلك فو ضد الله فهو عدو الله
فالله لا يسأل الانسان عن اي شي الا عن عمله في الدنيا فاذا كان نافعا ومفيدا للناس فيدخله الجنة واذا كان مؤذيا ومضرا للناس فيدخله النار
لان الانسان يقاس بعمله فاذا كان عمله نافعا ومفيد قيل انه انسان وكلما ازداد النفع وازدادت الفائدة وشملت اكبر عدد من الناس كلما ازداد احترام الناس له وارتفعت مكانته بين الناس
يقول الامام علي قيمة المرء ما يحسنه ما يعمله
واذا كان عمله مضرا ومؤذيا قيل انه وحش عدو لله وللانسان والحياة و كلما زاد ضرره واذاه للناس كلما ازداد احتقار الناس له وهناك كثير مثل هؤلاء في تاريخ البشرية هناك معاوية وهناك الامام علي وهناك صدام وهناك الزعيم عبد الكريم
فمعاوية لعنة على شفا كل انسان والامام علي بسمة على شفا كل انسان
وصدام لعنة على شفا كل انسان والزعيم عبد الكريم بسمة على شفا كل انسان وهذه اللعنة والبسمة تتجددان وتتوارثان من جيل الى جيل والى الابد
فحب الناس واحترامهم وتقديسهم للانبياء والرسل لم يأت لانهم انبياء ورسل وانما من خلال صدقهم وامانتهم وحبهم للاخرين ونكران الذات وتضحياتهم من اجل الناس كل الناس
ظهر الكثير من الذين ادعوا النبوة الا انهم اتصفوا بالكذب وعدم الامانة فكانوا موضع احتقار الناس فكرهتهم ولعنتهم واحتقرتهم
فالصدق والامانة وحب الاخرين والتضحية لهم هي التي تجعل من الانسان نبيا ومقدسا وليس العكس
فاحباب الله الذين ينهجون نهج الله سلاحهم الكتاب والعقل وجادلهم بالتي احسن هدفهم الاصلاح والبناء ونشر الحب والسلام في حين اعداء الله الذين ينهجون نهج الشيطان سلاحهم السيف هدفهم السلب والذبح والتخريب والاغتصاب
فالذي يؤمن بالله ويعتبر نفسه من احباب الله كيف يكذب كيف يرتشي كيف يسرق كيف يذبح الناس لا شك ان هذا ومن امثاله انهم اعداء الله ومن حزب الشيطان اعداء الانسان والحياة
لكن لماذا تظاهروا باسم الله لماذا اعلنوا انهم احباب الله ومن اجل تنفيذ كلمته الحقيقة انهم اختطفوا الله وجعلوا من الله وسيلة لتحقيق اهدافهم الخسيسة وامانيهم الحقيرة والاساءة لله وبالتالي نشر الرذيلة والشر في الحياة وزرع الحروب والبغضاء بين الناس جميعا فكل واحد من هؤلاء قاد مجموعة وادعى انه يمثل الله وان الله هو الذي ارسله وهكذا ضاع الله على الناس يا ترى اين الله من يمثل الله وهكذا تحولوا هؤلاء اللصوص من مجموعات معزولة ومحتقرة من قبل الناس الى مجموعات تتحدث باسم الله متسترين باسمه فبعد ان كانوا محتقرين في نظر الناس اصبحوا محترمين في نظر بعض الناس وبهذه الطريقة حصلوا على المال والنفوذ وبهذه الطريقة نهبوا الاموال وهتكوا الحرمات واغتصبوا الاعراض وقتلوا الابرياء ووصلوا الى مبتغاهم فليس عجبا عندما يطلق عليهم لصوص الله لا شك ان لصوص الله اخطر كل لصوص الدنيا
لهذا على احباب الله اهل الله ان يتوحدوا ويتصدوا لاعداء الله الذين اختطفوا الله واسترداد الله من ايدي هؤلاء اللصوص وهذا يتطلب من الغيارى على الدين على اللع وخصوصا الغيارى الملتزمين بالله من رجال الدين ان يتصدروا هذا التصدي لكشف هؤلاء اللصوص وتعريتهم وفضحهم
والعمل على تنقية الله من كل الشوائب التي لحقت به وتطهيره من كل سلبية وكشف حقيقة الذين اختطفوه وجعلوا منه تجارة رابحة اغنتهم وافقرت احباب الله أحيتهم وقتلت احباب الله اتخمتهم واجاعت احباب الله
الله هو الحرية المطلقة والله لا يمكن للانسان ان يعرف الله المعرفة الحقيقية وتنفيذ ارادته الا اذا كان الانسان حرا مستقلا في عقله وارادته بدون اي قيود توضع على عقله مهما كانت بسيطة فانها تقتل عقله واذا الانسان قتل عقله اصبح دون الحيوانات منزلة وهذا ما يريده اعداء الله من الظلمة المستبدين
لا اكراه في الدين اي لا اكراه في الرأي في المعتقد هذا هو الطريق الصحيح الى الله ولا طريق سواه نعم قد نختلف في الرأي في وجهات النظر هذا امر طبيعي الا اننا لا نختلف في الهدف والغاية في خدمة الاخرين في نشر الحب والنور والسلام في كل النفوس وفي كل الارجاء
اما اذا عشنا في جو الاكراه والقيود على الرأي والفكر فتقتل لدى الاغلبية من الناس روح الابداع وحب الاخرين وتزرع الانانية وحب الذات وتبدأ الاختلافات والصراعات وبالتالي يخرج الجميع عن طريق الله وتفسد البلاد والعباد
علينا ان ندرك حقيقة هي ان كل خير وحب وسلام في الارض فهو ثمرة العقول الحرة وكل شر وحروب وكره فهو ثمرة العقول المقيدة المغلولة
مقالات اخرى للكاتب