عندما كنا صغار كان الاهل يخيفونا ((بالحرامي )) اللص عندما نسيء الادب او عندما نعبث بشيء يخص غيرنا يقولون ,,أجاك ألحرامي,, أو ,,يأخذك ألحرامي ,, باختلاف التعبيرات اللغوية و طرق التخويف .والاهم من هذا وذاك …ارتسم في مخيلتنا صورة قبيحة عن ذلك اللص الذي يخطف ويأخذ مالا يحل له ويستبيح الحرمات ,كبرنا وبقي ذالك التصور معنا ألى أن صدمنا بواقع مختلف عن تلك الصورة …وأصبح الكل يتغنى بمصطلح جديد ودخيل على مجتمعنا ..حينها دار دولاب الحياة فأصبح الكل مشغول بهذا المصطلح المجنون والذي تاه بداخله مجتمع سار قرابة الثلاثة عقود ونيف من السنين أسيرا لقطيع من الوحوش ألظارية والتي كان همها هدم روح المواطنة الصالحة لدى الفرد وكقطعة الشطرنج أنتها دور الوحوش بتلك اللعبة العفنة .جاء التغير في العام2003 تغيرت الوجوه ولكن المضمون بقي كما هو وبين حقبتين من الزمن تأرجح بعض من متقني اللعب على الحبال ومن مجيدي فن تغير والوجوه والاعتقادات وحسب ما يتطلب الوضع وكأنهم السحالي بل هم أضل سبيل منها .وهنا تغيرت صورة صديقا الحرامي القبيح الذي كان في الصغر يخيفا .وأصبح محاطا بجحافل من الحمايات ويلبس البدلات الايطالية ويركب افخم انواع السيارات . فغدت السرقة مباحة على صديقنا ولكن تحت غطاء شرعي تارة وتارة اخرى بحجة المصطلح المجنون .الذي لانفقه منه سوى الاسم واللفظ .وقد يتساءل القارئ الكريم ما هو ذلك المصطلح الذي غزا عقول الناس واحتلها نعم هو مصطلح الديمقراطية …. فأمست السرقة كما اسلفنا ذكرا اما بأسم الدين وألشرع واما بأسم الديمقراطية فبحق هذا زمن السرقة بنكهة الديمقراطية …
مقالات اخرى للكاتب