ايهما أصدق الادعاء التركي أم الروسي ؟
تركيا : الطائرة الحربية السوخوي 24 اخترقت الأجواء التركية ؟
روسيا : لم نخترق الأجواء التركية ولدينا أدلة على ما نقول .
أوردوغان : نحن ندافع عن تركيا ومصالح الأصدقاء !؟
بوتين : اسقاط الطائرة عمل عدواني تم بضوء أخضر من قيادة التحالف الأمريكي .
اعتقادي وتحليلي يميل الى الرأي الروسي ليس لكراهيتي الشديدة لشخص الرئيس أوردغان انما لدي الأدلة المقنعة التي تفند الادعاء التركي .
أولا : ان الادعاء الاوردغاني كاذب أو مبالغ فيه ، فلو سلمنا ان الطائرة الروسية اخترقت الأجواء التركية حسب ما أفاد به الناطق التركي بمسافة 2 كيلومتر فقط !! أي ما يعادل 20 ثانية فقط حسب رأي الخبراء العسكريين ، علما ان الطائرة كانت تسير بخط موازي للحدود السورية التركية وانها ربما كانت في حالة دوران دخلت في الأجواء التركية وان هذا الدخول لم يدوم لأكثر من 20 ثانية !!! فالسؤال المطروح كيف تمكنت الطائرات التركية الاقلاع وملاحقة الطائرة الروسية بوقت لم يتجاوز ال 20 ثانية ؟ بالتأكيد سنصل الى نتيجة مفادها هناك تخطيط مسبق لافتعال أزمة باسقاط الطائرة !! والا فان ان هذا الاختراق ممكن جدا حسب الاتفاقيات الدولية والعسكرية ، وعادة يتم معالجة هذه الحالات باصدار تحذيرات مكررة ! ولا يتم الذهاب الى خيار اسقاط الطائرة الا بعد التأكد من عدوانيتها !! وهذا لا ينطبق بتاتا على الطائرة الروسية !!
ثانيا : ان الطيار الروسي الناجي الذي تم انقاذه بواسطة عملية انزال فرقة كوماندوز روسية سورية مشتركة أكد بانه لم يدخل أطلاقا داخل الآراضي التركية وانه يعرف المنطقة جيدا ولم يتلقى أي تحذير من الجانب التركي !!
ثالثا : منطقيا ان القبض على الطيار الروسي الأسير له أهمية بالغة ، فكان بامكان الجماعات الارهابية الحصول على مكاسب كبيرة جدا من الجانب الروسي والسوري في حال تسليمه حيا ، كالمساومات المالية واطلاق سراح ارهابيين وامور مهمة أخرى ، ولكن في رأيي لقد تعمد الجانب التركي باسقاط الطائرة في منطقة يسيطر عليها حركة أحرار الشام الموالية لاوردغان وهو من اعطى الأوامر بقتل الطيارين أثناء هبوطهما بالمظلات كي تموت معهم أسرار عملية اسقاط الطائرة ! ولكن شاءت الأقدار ان ينجو مساعد الطيار ليكشف كل تفاصيل اسقاط الطائرة !!
رابعا : لم يكن الاستهداف الروسي لشاحنات النفط الداعشية في حسبان الرئيس اوردغان خاصة بعد أخذ الرجل تعهدات مسبقة من التحالف الأمريكي بعدم المساس بهذه الشاحنات لانها ضمن التوافقات الدولية ومخصصة لتصدير النفط الى تركيا وأغلبها تحمل أرقام تركية !! ولو علمنا ان حجم التصدير اليومي الذي تجاوز 30 الف برميل وبأسعار زهيدة جدا عندها نستوعب ردة الفعل التركية !!
أخيرا كنا نتوقع مثل هذا التصعيد السياسي والعسكري الكبير في سوريا خاصة بعد الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش السوري على الأرض وكذلك الضربات الموجعة للطيران الحربي الروسي الذي غير المعادلة العسكرية الى حد كبير وباتت قوات الجيش السوري على مقربة من الحدود التركية بعد هروب المسلحين وعوائلهم داخل العمق التركي وهذه ادانة أخرى لتركيا بتقديمها أنواع الدعم الى المجموعات الارهابية !! كل هذه العوامل زادت من حالة الغضب والانتقام التركي خاصة بعد شعور اوردغان نهاية الحلم التركي باستقطاع اراضي سورية جديدة لاقامة المنطقة العازلة ..
مقالات اخرى للكاتب