لمن لايعرف (عَنَقْ) نقول له إنّ عنق هي أوّل امرأةٍ عاهرة في التاريخ، وهي أمّ (عَوَج) وعوج هذا هو عدوّ الله، عاش في زمن نوح (ع) وقتله موسى (ع) في قصّةٍ معروفةٍ ومشهورة، وقد أصبح الإسمان (عوج وأمّه عنق) مثلاً يُضرب لكلّ من يُتأكد من أصلهِ الرديء وسمعته المشينة، ويقول المؤرخون والمتضلِّعون بالأنساب إنّ أبناءَ (العوجة) في تكريت يرجعون إلى هذا النسب الخبيث، إذ يقول الصحابيّ الجليل!! معاوية بن أبي سفيان إنّ (صبحة بنت طلفاح عوج ابن عنق) هي من سلالة أمّ الشرف المصون (عَنَق)، والعهدة على الراوي.


سأعرّي وأفضح لكم قضيّة (مصفى بيجي) ثمّ أنتقل إلى قضّية (معهد بيجي النفطي) ذلك أنّ مصفى بيجي يُدار من قبل القاعدة والبعثيين منذ سقوط الصنم ولحدّ هذه الساعة، وأعرفُ مواطِناً من خاصّتي ومن عشيرة الجبور بالذات، يعمل في هذا المصفى منذ سنين طويلة، يقسم لي بأغلظ الإيمان أنّ نسبة 30% من إنتاج المصفى تذهب إلى الإرهابيّين والقاعدة، كما يؤكِّد ويقسم بالله العظيم بأنّ مالايقل عن 100 سيّارة حوضيّة لنقل المشتقّات النفطيّة يوميّاً تُهرّب إلى الأردن وبالإتّفاق مع حيتان في بغداد، تخرج يوميّا من المصفى وبإشرافٍ واتفاق مع البعثيين والقاعدة أمام مرأى الناس، وكلّ المنتسبين يعلمون بذلك.
وفي أحد الأيّام اتصلَ بي شخصٌ لديَّ اسمُه ورقم هاتفه وعنوانه، ليخبرَني بأنّه معاون مهندس وخريج المعهد النفطي في بغداد، وكان أسيرَ حربٍ في إيران لمدة ثمان سنوات وإنّهُ شقيقُ أخوَين معدومَين بتهمة الإنتماء إلى حزب الدعوة، يقول لي : تمّ تعييني في مصفى بيجي بمحافظة تكريت، وذهبتُ إلى هناك حاملاً كتابَ تعييني المُوقَّع من قبل وزير النفط العراقي الحالي مع الإشارة إلى توجيه السيد رئيس الوزراء بخصوص تعيين المتضرِّرين من النظام السابق، وذهبتُ لألتحقَ بوظيفتي، فسلمتُ الكتابَ إلى الإستعلامات وقالوا لي إنتظر سوف يرسل عليك مدير الإدارة أو مدير المصفى كي يقابلك، يقول صاحبي : دخلتُ على رجلٍ مجرم إرهابي بعثي عرفتهُ منذ أوّل نظرةٍ لي إذ سألني : هل أنت شيعي أم سنّي؟ فأجبتهُ شيعي فردَّ عليَّ : ألم تعرف أننا هنا في مصفى بيجي لانُعيّن العملاءَ الشيعة؟ قلت له : لا، فأجابني أنّ كتابك هذا ومَن وقّع عليه (تحت حذائي) يقول صاحبي والله لقد مزّقَ كتابَ تعييني وسحقهُ تحت حذائه وهو يصرخ بي أخرج من هنا... أخرج من هنا، يقول صاحبي خرجتُ على الفور واستنجدتُ ببعض أقاربنا من قبيلة الجبور في قضاء بيجي حيث أوصلوني إلى بغداد سالماً من غير أذى، ولمن يطلب عنوانَ صاحبي من المسؤولين حصراً فسأزوِّدُهُ به، وقد وردت الأنباء بأنّ جميع الشيعة من التركمان وأهالي بلد تمّ طردهم من مصفى بيجي أو تصفيتهم.

السؤال هنا يطرحُ نفسَه أين وزير النفط من هذه التصرّفات المخلّة بالقانون؟ ولماذا لايتمّ تفكيك مصفى بيجي ويُنقل إلى منطقة آمنة؟ وهل أنّ في تكريت بئراً نفطيّاً كي يتم إنشاء مصفى فيها؟ وهل يعلم السيد رئيس الوزراء أنّ مصفى بيجي في يد الإرهابيّين منذ سقوط الصنم وحتى هذه اللحظة؟

أمّا قصة المعهد النفطي في بيجي، فقد نُشر في الموقع الإلكتروني للمعهد إعلانٌ يستثني الشيعةَ من القبول في هذا المعهد ويحدِّد الإعلان، المحافظات التي يتواجد فيها السُنّة فقط للدراسة فيه، كما أنّ الإعلان يرفض الطلبات المقدَّمة للمعهد من طلاب المناطق الشيعية في محافظة تكريت مثل طوزخورماتو وبلد، وبالمعنى الصريح تطبيق شعار (لاشيعة بعد اليوم) في معهد بيجي النفطي، فهو يطبَّق حرفيّا وأمامَ مرأى ومسمع من العالم أجمع، تُرى أين عشائر تلك المناطق؟ أين أبناء (القائمة العراقية) وهم جزءٌ من السلطة؟ وأين أبناء قائمة (متحدون) ؟ وقائمة صالح المطلك؟ اين رجال الدين الذين يدّعون الإسلامَ من أبناء تلك المناطق؟ ماذا لو تمّ إغلاق هذا المعهد ونقله إلى المحافظات النفطية باعتبار أنّ تكريت محافظة غير نفطية وتعيش عالةً على الجنوب النفطي؟ ماذا سيفعل العاملون في هذا المعهد إذا تمّ نقلهُ إلى الجنوب؟ أين الدائرة المحيطة برئيس الوزراء من هذا السلوك الطائفي؟
كذلك أودّ الإستفسارَ من السيد وزير النفط فأسألُهُ هل قرأتَ الإعلانَ الصادرَ عن معهد بيجي النفطي؟ ماهي إجراءاتكم تجاه هذه التصرّفات المخلّة بآداب وحدة الشعب حيث تبثُّ الفرقةَ بين صفوفِهِ خدمةً للأرهابيين ؟ فإذا مرّ هذا العملُ الخيانيّ دون إجراءٍ رادع وقوي ضدّ هؤلاء النفر الضال الذي يثير النعرات الطائفيّة ويعمّقها، فلنقرأ على روحِ المواطنة السلام.

إنّ على الحكومة وعلى وزارة النفط تحديداً العمل بكلّ جدّيّة لنقل هذا المهعد إلى بغداد أو إلى أيّ منطقة آمنة لاسيّما وأنّ محافظة صلاح الدين هي محافظة غير نفطية وتعتبر مركزاً للإرهاب في العراق، كذلك يجب التأكّد من العاملين وسيرتهم وانتماءاتهم الحزبية القديمة ومدى تأييدهم وعملهم إلى جانب الإرهاب والإرهابيّين وتطهيرهم من مصفى بيجي قبل تصفية النفط، وكذلك يجب إقامة دعوى قضائيّة ضدَّ مدير معهد بيجي النفطي لنشره الإعلان المسيء من على صفحته الإلكترونيّة والتي أكّدَ في مضمونِهِ الذي يزكم الأنوفَ بأنّه معهدٌ طائفيٌّ بامتياز، وإنّني إذ أحثُّ وأوجّهُ مدير معهد بيجي النفطي وكذلك مدير مصفى بيجي بأنّهما إذا أرادا أن ينشرا إعلاناً جديداُ من على مواقعهم الإلكترونية، فما عليهما إلّا أن يكتبا مصفى ومعهد بيجي النفطي خاص لأحفاد (عنق).