لكِ مني أيتها الأخت الشهيدة آلف تحية وسلام فلقد سبق عرسي عرسك لأن ما يفصل بين استشهادي واستشهادك أربعة شهور ليس إلا، والسبب حب ثرى الوطن والاستماتة من أجله والتمسك في عروقه ورسالة نبيه الكريم وهذا ما علمنا إياه إمامنا الشهيد سيد شباب أهل الجنة أبا عبد الله الحسين يوم لم يرف له جفن أو ترتعد له فرائص فرقاً أمام سيوف الغدر . إن التضحية والشهادة المشرفة هي التي جمعتنا رغم إننا لم نلتقي، لقد حملت الملائكة هودج عرسي يوم الاثنين في 20/ 5/2013 مثلما حملت هودجك البهي يوم السبت 21/9/ 2013 حيث مازال المجرمون الهمج المتوحشين غارقين في مستنقع رذيلتهم الآسن القذر لايعرفون لبراءة الطفولة معنى ولا يعطون للإنسانية شيئاً مفيدا ويشوهون في كل يوم صفحة من صفحات الإسلام الطاهر برذاذ دماء الشهادة المتطايرة في كل اتجاه . نهم لقد شاهدت من قبري وضريحي حجابك الإسلامي الذي رسم صورة مشرقه لوجهك الجميل رغم حداثة سنك الذي لا يتجاوز الثلاثة عشر ربيعاً وأنت تكافحين متحدية الفقر والفاقة والعذاب وفقدان الأب والأم ليُحملك الزمن مسؤولية إعالة أشقاءك الثلاثة ببيع عود البخور (الذي يفوح عبقا) بالرغم من عودك الغض وبراعمك الرقيقة في الوقت الذي تلاقت فيه خناجر الإرهاب مع خناجر ربابنة الفساد المستشري في بلدنا بتمزيق قلوبنا الصغيرة ولولا الأخير لما أستطاع الإرهاب اللعين الوصول إلى جسدك الطاهر لأن الفساد جسراً من جسور عبور الإرهاب التي هيأت له فرصة الوصول إلى مساكننا وشوارعنا ومدننا الجميلة . ليتقبل مني أشقاؤك كلمات العزاء وانأ في انتظارك عند باب جنات الخلد والسلام. أختك الشهيدة مريم علي/ الحلة
مقالات اخرى للكاتب