قبل أن أمتطي صهيل الكلمة المكنونة بيني وبين نفسي أود ان اخبركم عن حكاية ( سي السيد وام خدود طماطم ) التى دارت احداثها في غفلة من السيد والسيدة إلا أنها لم تكن حكاية من حكايات المحاصصة ولا مكون من مكونات أخترعها شاعرنا الرصافي رحمه الله ، وأعتذر عن ذكرها لأسباب امنية من جهة وبأفعال قوم لوط من جهة أخرى وكلا الجهتين تتعلق بما آل اليه وضعنا الحالي والذي لايخفى عن كل ذي لب ؛ صحيح انها حكاية لن يظهر لكم منها قصد ذو بال لكنها ستغير مفاهميم البعض من الحالمين على ضفاف دجلة التي نهبها المؤمنون الموالون جدا جدا .. تقول الحكاية : (( لم تأت الأمنيات كما كان لها متوقعا لها أن تأتي أو كما كانت ( ام خدود طماطم ) تتمنى من قبل ان تتمنى ! . فكانت تلك الليلة عبارة عن ليلة ليلاء خصوصا بعد أن اطلعت على بعض اسرار الانهار العميقة وما كان منها عندما هم الرجل بها من بعد تمنع شديد .. نزلت الدموع من ( أم خدود طماطم ) كنتيجة حتمية لما تحمله من غضاضة في التكويـن ، فهي غضة في المبسم وكريمة في المدامع حتى لوكانت الدمعة بترليون دينار أو يزيد ! ... عبثا حاول الرجل ثنيها عما هي عليه ، لكنها حذرته بسلاح الدمع أنها ستحاسبه حسابا عسيرا فيما لو أقدم على فعل يشبه فعل الانهار القديمة جدا والميتة منذ فترة بعيدة ناهزت القرنين !! .
فيا أيتها المزينة بلون الطماطم ، خففي عنك بعضا مما انت فيه فلم تكن ( الميتة أنهار ) اجمل منك البتة ولو قارنت بينها وبينك لوجدت فيكما اختلافا كبيرا ذلك ان الحسن يتفاوت بينك وبينها ، والأهم من هذا أنها قضت لما مضت . فالوجه عندها كوجه عبقرية حسناء أما عندك ففلقة من قمر ولد مكتملا ، اما الشعر فعند الاولى يتهادى من فوق الى تحت وعندك ( يا ام خدود طماطم ) يتهادى من تحت الى فوق ! ، وانه يتجمد من الحر على خلاف الكثيرات .
مر وقت كبير فاتفقا على ان تعبر ملكة الطماطم جسرا يقودها صوب لقاء مرتقب ،،، رن الهاتف عندها ليخبرها أن ( سي السيد ) قريب من المكان المحدد ، فالتقيا لم يفصلهما سوى زمن قصير جدا .. ترك السيد النظر الى كل شئ واكتفى بعينيها الجميلتين جدا .. اقترب منها رويدا رويدا فطبع قبلة مشتهاة بين نهاية الحاجبين المعتدلين واللذين يشبهان خطا مستقيما يمتد مابين فم الحوت وبطن السمكة المتوحشة جدا ! .. أحس كل واحد منهما بحريق يسري بين ضلوعه .. وفجاة لقي سي السيد نفسه مرميا من فوق السرير صوب الأرض .. فتبين له انه كان يغط بنوم يحلم فيه بعمق عجيب فكانت كارثة كتلك التي رافقت بعض أعمال الشغب في ساحة التحرير – رحمها الله واحسن خاتمتها وأدام ظلها الوارف !!!! .. كارثة ! )) .
ومن هناك حيث يرقد القيادي في مجمع ( المشن ) تمكنت بعض المجاميع التي لاتحمل سلاحا القيام بزيارة مفروضة الى من يستحقها فكانت مهيبة بحق ، فقد ظهرت اصناف الطعام بشكل يبهر العميان المحيطين بالسفرة المائلة نحو الشرق الملعون ! وثمة عمامة تحمل ظلا عائما بين امواج متلاطمة من البشر قد أحتارت بين الظل والليل وما عادت تعرفه من بين آلاف الظلال القابعة بين شطآن الفرات الأوسط ! ... توغل القيادي إياه في زوايا المائدة مخاطبا السيد المسيح ومطالبا بمائدة أخرى كي تكون عيدا جديدا بعيدا عن ( المراجيح ) وقطع الطرقات تحت ذريعة الامن ! كما طالبه بإلغاء السيطرات المنتشرة بين أروقة البساتين المشنوقة برائحة الدخان الأزرق ... وبعد نقاش مستفيض وواقعي رفض السيد صاحب الظل أن يخوض غمار التجربة ويباشر بإلغاء السيطرات لأن إلغائها يعني إعفاء الفاسدين عما سرقوه من
عمامات وخواتم ( دبل ريشة ) يتختمون بها كلما صاح الديك فجرا .. وفي لحظة ما صاح الجميع للقيادي : دام ظلك مولانا فلا ظل إلا ظلك ، فما الذي حصل ياترى ؟ مات ( مولاهم ) بكأس الموت متأثرا بحبة من الرز حُشرت بين لسان الموت وبداية المرئ ! فذهب الدعاء أدراج الرياح ولم تنفعهم المقولة ( دام ظله ) لأننا لو اجرينا إحصاء لهذه الكلمة بشكل دقيق لوجدناها قيلت مليارات المرات لكنها لم تنفع احدا بعينه اللهم سوى فرعون الذي نجاه الله ببدنه ليكون لمن خلفه آية وفرعون هذا لم يكن يمتلك ظلا ولا يحزنون . ولست أدري – ولا صاحب الظل يدري – متى نتوقف عن الزعيق والتهريج لبشر لايعرفون انهم بشر ، وأم المصائب حين نعتقد ببشر يستطيع إنتشالنا من بحر الظلال ، ولا أعني شركة الظلال الكائنة قرب مرآب النهضة لأن لي معها شأن لن يسر مدير المرور العام – دام ظله .
خارج النص // من أراد ان يدعو على أحد بالهلاك فليقل : دام ظله ! راجعين .
مقالات اخرى للكاتب