كانت ( الموصل ) مرحلة مفصلية في تاريخ العراق بعد الاحتلال ، وقد انعكست باثار سلبية على عموم البلاد ، بعد أن أعقب سقوطها احتلال مدن كثيرة ، وصلت نسبتها الى نحو 40 بالمائة من مساحتها ، حسب تقديرات نشرت في حينها ، كما تعرضت بغداد الى تهديد خطير ، بسبب هذا الاحتلال ، ناهيك عن زيادة حدة التفجيرات في داخلها ..
و اشارات تصريحات سابقة بعد عمليات تحرير المدن الى أنه لم يبق تحت الاحتلال سوى نسبة عشرة بالمائة من الاراضي التي احتلت من داعش بعد حزيران عام 2014...
وتعكس تصريحات من جهات مختلفة ترافقت مع الاستعدادات الجارية لتحرير الموصل أن هذه النسية الباقية ( سواء كانت أكثر أو اقل من عشرة بالمائة ) ، ربما سيكون لها فعل يتجاوز تأثير سقوط الموصل نفسه في العاشر من حزيران 2014 ، وستقرر نتائج هذه المعركة ليس مستقبل الموصل وحدها فحسب ، وهل ستبقى على الحال التي سبقت احتلالها محافظة موحدة لكل مكوناتها ، أو تتشضى الى محافظات ، او أقليم ، وفي هذه الحالة ستمتد بتأثيرها السلبي الى البلاد كلها ، وربما تتجاوزها الى المنطقة ... والمؤسف ان تجد من بين ما نشر لا يركز على المشتركات الوطنية ، وانما هناك اوتار عزفت نغمات ذاتية مختلفة ، أو تعزف لنفسها ، أوترى فيها فرصة لحل قضايا خاصة ليس محلها جبهة القتال ... لان نتائج المعركة الايجابية يفترض ان تكون لصالح الوطن كله ، وليس أن توزع ( غنائم ) على جهات مختلفة ..
ان العامل الوطني هو الاساس في حروب التحرير الوطنية وهي ببساطة تعني تعبئة الطاقات كلها بلا استثناء ، وفي المقدمة منها ابناء المناطق المحتلة ، وما عداها هي عوامل مساعدة ، وليست اساسية ، بما في ذلك ما يسمى بقوات ( التحالف الدولي ) ، خاصة وان الولايات المتحدة التي احتلت العراق بدعاوى وشعارات مضللة ، هي السبب في كل هذه النتائج الكارثية .. فكيف يمكن الوثوق بها أو الاعتماد عليها لوحدها في حرب تعد مصيرية ... أو هي من يرسم مجريات الحرب ؟!
و( كيف لهم ان يحاربوا الارهاب ، وهم صناع هذا الارهاب والاعلام يسوق اكاذيبهم ، لان من يمتلكه هم يهود اسرائيل )على حد ما ذهبت اليه الصحفية الامريكية الراحلة الجريئة هيلين توماس .. وتدعو الى عدم التصديق ان واشنطن تحارب الارهابيين لأنهم دمية في أيدي ( السي أي أيه ) على حد قولها ..
وعليه ...ليس نبوءة عراف عندما يقول قائل أن الموصل هي من يقرر وحدة العراق ويعززها ، أو تسير الأمور الى الاتجاه المرسوم من ( المخططين ) ، ليس للعراق فقط ، وانما للمنطقة عموما .. معركة الموصل تتجاوز حدودها ...ومن يرى غير ذلك ليتذكر ما سبق ان قاله جيمس ويسلي رئيس الاستخبارات الامريكية السابق ان ( المنطقة العربية لن تعود كما كانت وسوف تزول دول وتتغير حدود دول موجودة ..)..
فهل ستكون الموصل هي البوابة ورأس الرمح في افشال هذه الاحلام الاستعمارية..نتمنى وندعو الله مخلصين ..
مقالات اخرى للكاتب