جاءت هزة بغداد عقابا من الرب وليست من البعثيين آو الصداميين آو المغرضين المناوئين للحكومة الذين يظهرون السلبيات ولا يريدون للشعب إن يكشف إعمال الحكومة التي لا تعد ولا تحصى ، فمن حق بغداد ان تنهز بعد ان توقف صوت الاذان في ارضها وسمائها، ومن الانجازات الحكومية إطلاق صراح سبعة وخمسين معتقلآ أمام أعين الأمم المتحدة قبل يومين لتثبت صدق نيتها وتلبيتها لمطالب المعتصمين منذ عام تقريبا، ولكن لم تعلم ممثلة الأمم المتحدة انه تم في نفس يوم إطلاق سراحهم اعتقال أكثر من 850 عراقي يلهث وراء لقمة العيش لعائلته وسيمكث في السجن الاحترازي لمدة ستة أشهر حتى يخرج مثل الذين خرجوا بمتابعة أممية. الآن الهم لا يؤلم فكل المصائب تأتي مجتمعة آو متفرقة فانفجارات وقتل وخطف وتهجير وعبوات ومفخخات وتتبعها زخات مطرية مغرقة ومهلكة حولت البلد أرض منكوبة تبعتها هزة أرضية وحتى القمر انخسف فماالذي حصل؟ فيما الساسة لا احد ينكسف منهم ليعلن انسحابه واستقالته، مع العلم انه تم تخصيص 10 مليارات دولار فقط على مشاريع الصرف الصحي حسب ما أكدت اللجنة النيابية منذ 2005 ولكن لم يتم تنفيذها وكلها كانت متلكئة أو وهمية ، ولا ندري بمن نستنجد للخلاص من كل هذا وكل يوم نسمع سيل من الاتهامات و إسرار تكشف عن أموال تهرب إلى خارج العراق بالملايين من الدولارات.
الإمطار كشفت زيف الطريقة التي يفكر بها المسؤول الحكومي وكان قد أدعت أن هناك حملة واسع لصيانة الشبكات ولم يسفر هذا عن نتائج، فنزول المسؤول إلى مواقع الفيضانات لن يزيد استحسان المواطن العراقي لأنه يعلم إنها دعاية انتخابية لا تحل المشكلة فهو يستغل الإمطار لصالحه في الانتخابات والبلد يغرق بأجندات خارجية غير واقعية، فالزيف كشف الشعارات الرنانة التي سمعناها قبل كل انتخابات من ان المرشح سيكون خادم للشعب ويعمل لمصلحتهم ، ولكن الذي نراه إن الحكومة انقلبت وحش ضد المواطن الذي لا حول لديه ولاقوة.
الفساد والمفسدين كان إختبارهم بتجربة حقيقية فمليارات الدولارات لا أحد يعلم أين رحلت ومن قام بتهريبها فكان هم المسؤول أن يجلس على الكرسي ويجني الأموال متناسيا شعب عانى الآمرين ، فكان الشخص غير المناسب بالمكان غير مناسب، والكارثة التي حلت تحولت إلى نقمة ومؤسسات الدولة جميعها عجزت عن توفير الاستعدادات مع علمها المبكر بالإمطار وكانت قد حلت العام الماضي وقبل أيام تكررت وهي عاجزة مما يدل على إنها منشغلة بأمور اخرى لا يعلمها احد، وكذلك المحافظات الأخرى مشتركة بنفس الإفساد وكانت المعانات اكبر و اكثر، وكثير من هذه المحافظات كان فيها هدوء نسبي أي من المفروض ان يكون فيها إعمار حقيقي وليس وهميا، كثير من الدول مرت بنفس الموجة ولكن الحلول كانت أسرع وخلال وقت قصير انتهت الأزمة وتم تعويض الناس بشيء حقيقي وليس مجرد كلام مثل الذي عندنا، الآن نريد إن نؤكد إن لو مطرت الدنيا من جديد، وحتى العام المقبل ستكون نفس الازمة ان لم تكن الاشد والمية تكذب الغطاس كما في المثل المصري .
مقالات اخرى للكاتب