وأخيرا توصلت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأيمن وألمانيا الى اتفاق مرحلي مهم جداً للبرنامج النووي الإيراني ، عدم استخدام جيل جديد من اجهزة الطرد والاحتفاظ لإيران بحق التخصيب بنسبة ٥٪ مع الإفراج عن ٧ مليار دولار من الأرصدة الإيرانية والتزام ايران بإجراءات وكالة الطاقة الذرية في مراقبة منشأتها النووية كما استطعت ان أوجز من آلبي بي سي .
الاتفاق لا يعني ابدا إنهاء ملف النووي الإيراني وأبعاد طبول الحرب عن المنطقة وتخفيفي العقوبات عن كاهل الشعب الإيراني العظيم فقط بقدر ما يعني انتصار كبير لسياسة الاعتدال التي تبناها الإصلاحيون ستزيد من إسهمهم لدى الشعب الإيراني ومن تأثيرهم في المنطقة والعالم ، شخصيا ومنذ سنوات بعيدة قلت ان الشرق الأوسط لن يعرف الاستقرار مالم تعود ايران بقوة للمجتمع الدولي وتقترب اكثر من الغرب وهذا ما حدث اليوم ، قبل ان نبارك الشعب الإيراني والمفاوض الإيراني انتصاره الديبلوماسي الكبير ، أعدكم اننا في العراق سنشهد دورا إيرانيا اخر متناغم كثيرا مع التصور الامريكي الغربي لانتقال ديمقراطي حقيقي في العراق ، وأعدكم اننا على وشك الدخول الحقيقي بخطوات إيجاد تسوية ممكنة توقف الخراب الأكبر في سوريا وتعيد الدولة الى لبنان ..

اتمنى على العرب وخاصة المملكة العربية السعودية بالذات ان تعود هي الاخرى لنهج الاعتدال الذي اتسمت بها سياستها الخارجية الا قليلا في السنوات الاخيرة وان تتقبل الدور الإيراني الجديد برحابة صدر وتمنح له ترانزيت مرور للعالم العربي الذي تسلل اليه المحافظون أشعلوا فيه حرائق العقيدة ..

وحده السلام من يصنع الانتصارات ..