تناولنا في مقالات سابقة دونالد ترامب ( مرشحا وفائزا ) من زوايا متعددة ، قد لا تعطي صورة كاملة عن سياسته الخارجية بعد فوزه ، تجاه العرب ، إن لم تكن هناك اطلالة على زاوية اخرى هي القضية الفلسطينية ، التي لم يجر التعامل معها بما يناسبها كالسابق ، لظهور قضايا مركزية ( ذاتية ) تنافسها ، او تتقدم عليها في النظرة المحلية الضيقة ، بعد ان اصبح لكل قطر( قضيته) ، ويبحث عن وجهة نظر الرئيس ترامب فيها ، وكيف تتعامل بلاده معها في عهده ، وهل يمني النفس بتحقيق ما لم يتحقق في سابق الرؤساء الامريكيين…؟…
ورغم ذلك لا يمكن أن يغيب هذا السؤال الازلي … كيف سيتعامل الرئيس المنتخب مع قضية ، كانت تسمى في يوم ما عند العرب ( مركزية ) … وهل يحقق ما وعد به في حملته الانتخابية ، سواء بالنسبة لهذا الموضوع أو غيره ، أم للانتخابات ضروراتها غير الملزمة ، وللرئاسة احكامها الواقعية ..؟…..
لقد أعطى اوباما العرب والفلسطينيين في بداية ولايته الاولى وعدا بتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في خطابه الشهير في جامعة القاهرة ، لكن انتهت ( الولايتان ) ولم يتحقق شيئا مما وعد به ، ولم يتحقق الحلم الموعود باقامة الدولة الفلسطينية…
فهل سيختلف ترامب ، ويفتح بابا للتفاؤل أغلقه أوباما ، أم سيكون له شأن أخر اقسى وأمر ؟….
أن ما صرح به ( نفتالي بينيت ) وزير التعليم ( الاسرائيلي ) ورئيس حزب ( البيت اليهودي ) ، لم يترك فسحة للأمل يعلقها ( أصحاب القضية ) بالقادم الجديد ، وقد اعطى صورة سوداوية عنه بقوله بعد فوز ترامب ( ان فكرة الدولة الفلسطينية قد انتهت بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ) …
ولذلك يرى (أن فوز ترامب يشكل فرصة ( لاسرائيل ) للتخلي فورا عن فكرة إقامة دولة فلسطين ) …
أن تصريح ( نفتالي بينيت ) والطروحات الجديدة القديمة باعتماد القدس عاصمة للدولة اليهودية ، ونقل السفارة الامريكية الى القدس يجعل اقامة الدولة الفلسطينية حلما لا يرد في اليقظة ولا في المنام ، ويواجه صعوبات كبيرة في زمن ترامب ، ولن تجد من يعد بها في المستقبل ، سواء من باب المجاملة او تطييب الخواطر او كحق طبيعي كفلته القوانين والاتفاقيات والمفاوضات … وعندها ستكون قد دخلت خانة ( النسيان ) …
تلك مؤشرات قد توحي للمراقب بتصور عن ( إسرائيل ) ، وكيف تفكر … فهل تكتفي من امريكا في ولاية ترامب فقط بالدعم العسكري والاقتصادي والسياسي بلا حدود وتعد ( امن اسرائيل ) امتدادا لامنها الاستراتيجي ، وهذا ما ترجمته في سلوك مساند للسياسة العدوانية والتوسعية على كل المستويات السياسية والعسكرية في المراحل السابقة … أم تعمل على ان تجعل امريكا منها القيادة الاقليمية للمنطقة من خلال تنسيق وتوافق وتحالف جديد ورؤية مشتركة لما يجري من احداث في المنطقة تكون فيها لاعبا علنيا ، وليس مخططا من وراء الكواليس ..
وهذا ما نخشاه … وترامب بما هو عليه من مواصفات ، وما صدر عنه من تصريحات يجعل المراقب لا يستبعد هذا الاحتمال الصعب .. فماذا انتم فاعلون ايها العرب والمسلمون الغارقون في الازمات والمشاكل والخلافات….؟..
{{{{{
كلام مفيد :
لذة الانتقام لا تدوم سوى لحظة ، أما الرضا الذي يوفره العفو فيدوم الى الابد … ( مثل اسباني ) .
مقالات اخرى للكاتب