Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
على هامش اللقاء المرتقب بين المسيح ومحمد
الخميس, كانون الأول 24, 2015
وفاء البو عيسى

صدفةُ عظيمة أن يقترب ميلاد السيد المسيح وميلاد النبي محمد هذه الأيام، حتى يتحاذيا في الخامس والعشرين من ديسمبر الجاري، وعلى وقع الأحداث الدموية في دول "الربيع العربي"، وأعتبر الأمر مناسبةً مهمةً لتسجيل بعض الملاحظات والأفكار، على هامش هذا اللقاء التاريخي.
ما هو الاختلاف بين رسالة السيد المسيح والنبي محمد؟
الإجابة يخبرنا بها تاريخ هاتين الديانتين، ومراحل نشأتهما، وتكوين عقيدة كل واحدة منهما.
السيد المسيح كان مُعلّماً وفيلسوفاً، كان رجلاً ثائراً على الإكليروس اليهودي بتعاليمه الشاقة والعنيفة، سار بنعلين ممزقين وملابس رثة من مدينة لمدينة، ألقى المواعظ الروحية وخاطب الناس عند كل منعطف، بعد أن وعدهم بملكوت السماء، حيث لا جوع ولا مرض ولا كرب، إنما سلامٌ وصفاءٌ أبديين.
لم يسعَ المسيح لمكاسب سياسية، فقد تكلم عن الفصل بين قيصر وبين الله، وعند اعتقاله رفض محاولات الدفاع عنه، وقضى نحبه على الصليب مستسلماً، وقد خاض المسيحيون الأوائل من بعده، سلسلة طويلة من الاستشهادات، بسبب إيمانهم بدين منعهم من المقاومة المسلحة وأمرهم أن يحبوا أعداءهم، فانطلقت الكرازة المسيحية بالكلمة، من خلال الرسل وتلاميذهم في بداية الأمر، ثم أخذت طابعاً عسكرياً ودموياً تحت لواء الكنيسة.
النبي محمد، لم يأتِ ثائراً على سلطة دينية مخصوصة، فقد عرفت العرب قبله مئات الأديان، إنما جاء لإلغاء كل تلك الأديان، وتكريس التوحيد الخالص، لكن قصة الإسلام كما ترويها كتب التراث الإسلامي، كانت عبارةً عن ملحمة سياسية وعسكرية، بدأً بهجرته كطريد سياسي إلى يثرب، مروراً بقطع طريق القوافل ونهبها لجمع المال وشراء السلاح، والدفاع عن نفسه وأتباعه من بطش الرافضين لرسالته، ثم سلسلة الغزوات والفتوحات لنشر الإسلام في الحجاز وما جاورها، وكان النبي خلالها قائداً أعلى للجيش، وممثلاً للسلطة التشريعية والقضائية والمالية، فسن القوانين وجمَع الضرائب وعيّن أمراء الحرب، في الوقت نفسه الذي أمّ المسلمين في الصلاة، وخطب فيهم عن الأمور الدنيوية، وما إن انتقل إلى جوار ربه، حتى انفضّت قبائل وأمصار عن دينه أو بعض أركانه، فواجه الإسلام خطر الإندثار، لذا كان استمرار الدولة الإسلامية سياسياً أمراً مُلحاً لبقاء الدين نفسه.
ماذا نستنتج من هذه الاختلافات التاريخية؟
لا أعتقد أن أحداً سيماري في أن تاريخ ديانة ما، لابد أن يكون له تأثيرٌ على تطور هذه الديانة ومعتنقيها، لأنه لطالما ترك بصماته العميقة عبر القرون، في ثقافة أتباعها ولغتهم وعاداتهم، وتفكيرهم ومزاجهم وسلوكهم، وبنيتهم النفسية والفكرية، هذا لأن التاريخ لم تدونه كتب المؤسسين الأوائل فقط، بل تعاليمها المقدسة أيضاً، ومن خلال التجربة التاريخية التي حملتها وتحملها الذاكرة الجمعية للمسلمين، ومن واقع نصوص القرآن والحديث، تكّون مفهوم الدولة عند المسلم، وأعني بذلك أن الدين والدولة عنده شيءٌ واحد، إذ لم توجد بتاريخ الإسلام مؤسسة دينية مستقلة بهرميتها وتنظيمها، كالذي نجده في الفاتيكان أو الكنيسة البروتستانتية، فطوال فترة المسيحية، كان ثمة فصل بين مؤسسة الكنيسة ممثلةً بالبابا ومؤسسة الدولة ممثلةً بالملِك، لطالما كان هناك كهنوت طبقي له نُظمه ومراتبه وأحكامه التي تختلف عن مؤسسة الحكم بنُظمها ومراتبها وأحكامها، ولو حدث أن مارست الكنيسة هيمنةً على مؤسسة الحكم، أو أخضعتها لتعاليم الدين، فهذا لا يقدح في أن الكنيسة كانت دائماً مستقلة، بعكس الحال في الإسلام، حيث اجتمع الكهنوت والحاكم في شخصٍ واحد دائماً، كما حدث أن اجتمعا بشخص النبي وخلفائه الراشدين وخلفاء بني أمية وبني العباس والعثمانيين، وسائر الحركات الإسلامية الراديكالية انتهاءً بأبي بكر البغدادي.
أرضية اللقاء
حل الربيع العربي بتناقضاته وسرياليته بأمة الرجلين، صرخت حناجر أتباعهما معاً تطالب بالحرية، لكن أتباع المسيح سرعان ما تراجعوا، لأن أتباع محمد سرعان ما أسلموا الحراك الشعبي وشدوا وثاقه إلى المساجد، ينفرون منها كل جمعة وهم يحملون أعلام لا إله إلا الله محمد رسول الله، ويمنحون أسماء صحابة النبي وقواد جيش الفتوحات، للجماعات التي تعسكرت لاحقا بفعل الرد العنيف من الأنظمة، ثم خرج آلاف المشائخ السياسيين، وبيد كل واحدٍ منهم قسائم انتخابيه ومصاحف، مطالبين الناس باتباعهم، وفي مظاهرات المطالبة بالمواطنة، وقف الرجال بمكان والنساء بمكان آخر، وبالعالم الإفتراضي، تواصل جيل الربيع العربي الثائر، مع أشخاص من استراليا وأميركا وكندا للتعريف بقضيته، لكنه ظل حذراً من التواصل مع جارته في الحي، خشية أن يدخل شيطان الإسلام في رأسه، وأخيراً، خرج الآلاف من الإسلاميين من السجون والكهوف زحفاً باتجاه المُدن، ليعيدوا الزمن في دورة عكسية إلى القرن السابع الميلادي، ليهجّروا أتباع المسيح وغير المسيح ويسترقوهم، ويقتلعوهم من المنطقة، وظل أتباع محمد يرددون أن هؤلاء لا يمثلون الإسلام.
لماذا انكمش إرهاب المسيحية؟
كان هناك تصورٌ مسيحي عام، بأن جسد الأمة هو واحد، وأن رأس هذه الأمة هو البابا في روما، وقد احتكرت الكنيسة تفسير الكتاب المقدس، ومارست التعذيب الوحشي بحق العلماء والمخالفين وسرقة أموال الضعفاء وصك سندات غفران مالية للتابعين لها، لكن في القرن الخامس عشر، وقع الإنشطار الذي قوضها وغيّر التاريخ في كل أوربا، انشقت مجموعةٌ لاهوتية من داخلها، سمت نفسها بروتستانتية ( وتعني احتجاج، Protest) كانت عبارة عن احتجاج كهنوتي ضد سلطة البابا المستبد، ولم تكن هذه الحركة الكهنوتية الإنفصالية معزولةً عن المطلب الشعبي، فقد سئم المسيحيون دور الوسطاء الذين يقفون بينهم وبين الرب، وقد جاء هذا الإنشقاق في وقت، كان ثمة رغبة عند كثير من الحكام للتحرر سياسياً من سلطة البابا، بسبب تغييرات سياسية في القارة الأوروبية، حيث بدأت الدول بالظهور والقوميات بالتبلور، حتى صارت هويات موازية للهوية الدينية التي كانت طاغيةً آنذاك.
اعتُبرت البروتستانتية هرطقة، ولم تحظَ بالإعتراف إلا بعد 25 سنة من المعارضة المُرة داخل الكنيسة، وما كان لهذا أن يحدث لولا تدخل سياسي سامي، فقد تدخل مجلس الأعيان الألماني، بعد توفر قاعدة شعبية معتبرة لها، وقرر أن من حق البروتستانت الدفاع عن أرائهم والهجرة خارج الدولة، ومنع على الكنيسة ملاحقتهم بتهمة الهرطقة.
الأب الروحي للبروتستانتيه مارتن لوثر، لم يكن مفكراً تنويرياً، فقد ظل يدافع عن قيم القرون الوسطى، لكنه واصل انتقاد الكنيسة وتعاليها وفسادها من الداخل، لكن يُحسب للوثر أنه ترجم الكتاب المقدس من اللاتينية للألمانية، ما سمح للإنسان العادي أن يبني علاقته الخاصة مع الإله من دون وساطة الكنيسة، كان هذا ولا شك تحولاً راديكالياً وقتها، إذ غيّر من الفهم الديني عند العامة، وانتقلت بفضله القوة من المركز إلى القاعدة العريضة، التي تعلمت الدين دون واسطة.
وعلاوةً على الضغط الداخلي على المسيحية، كان ثمة ضغط آخر خارجي قد بدأ يتشكل ببطء ودأب شديدين، إنه حركة التنوير في عصر النهضة، وهي حركة اجتماعية سياسية ثقافية فلسفية، من الشعب لا من الكهنوت، تعاطت كل أنواع الفكر الإنساني، والنقد الذي يحرر الإنسان من الخرافة والجهل والإرتهان للكنيسة في تفاسير الحياة والموت والمرض، كانت هذه الحركة تُحقق في مدى جدوى المسيحية، وهل ينبغي أن تكون ديناً فحسب، أم ملفاً تشريعياً وسياسياً واقتصادياً وأخلاقياً وحربياً وعلمياً، ويجدر القول إن حركة التوير هذه، لم تكن بمعزل عن تغييرات عميقة سياسية واقتصادية وقومية وثورية بأوربا، وقد تصاعدت وتخافتت لكنها لم تذوِ، فقد كان لهب الثورة الفرنسية الذي أنهى تآمر الكنيسة مع الملكية، قادحاً جعلها تواصل النمو والتقدم، لتصبح جزءاً من التأسيس لقاعدة فكرية واجتماعية لقيم المساواة والعدالة الإجتماعية، وإلغاء الرق وقبول العِلم كأساس لأي تطور، وأمام هذين الضغطين الهائلين من الداخل مُمثلاً في الإنشقاق البروتستانتي، والخارجي ممثلاً في حركة التنوير، انكمشت الكنيسة وهرولت مختبئةً في قصورها، واكتفت بالكلام عن السلام والمحبة والفداء.
لماذا تمدد إرهاب الإسلام؟
عاش أتباع النبي محمد في كنف الخلافة (حكم الدين) منذ وفاة النبي حتى سنة 1920 تقريباً، استراحوا منها ومن أحمالها التي كبلتهم فكرياً 60 سنة فقط، حين بدأ الفكر الوهابي ينسحب على الحياة العامة والتفكير، وملابس النساء وعدد من التشريعات بمعظم البلدان العربية، وقبل وبعد وأثناء إندلاع الأحداث بالمنطقة، ذهبت الشعوب وانتخبت الإخوان المسلمين والمرجعيات الشيعية، من تركيا حتى المغرب مرورا بإيران، إذ لم يكن بالإمكان غير هذا، فستين سنةً فقط من الإفلات المؤقت من الخلافة والوقوع تحت حكم الديكتاتوريات العسكرية، لا يمكنه أن ينتج أرضيةً تسمح بنضج شعبي أو حتى نخبوي من شأنه أن يغير الواقع المُر الذي نعيشه، الإسلام صار ملايين الإسلامات اليوم، لكن لم تظهر ولا حركة احتجاجية واحدة منظمة، من أئمة ومشائخ ودارسي الشريعة لتنقلب عليه من الداخل، بطريقة تناسب الإسلام كفكر ديني وتراث تاريخي، لم تحمل ولا جهة واحدة هذه المسؤولية على عاتقها وتتحدى سلطة المراجع الدينية في مكة والمدينة والأزهر والنجف وقُم، وما حدث طوال التاريخ كان محاولات فردية من علماء دين وفلاسفة، كالفخر الرازي وابن رشد حتى فرج فودة ونصر حامد أبو زيد، جوبهت كلها بالقمع أو التنكيل الشديد حتى الموت، كما لم توجد قاعدة شعبية متعطشة لهكذا حركة إنفصالية، هذا لأن عقلية ومستوى تفكير الشعوب المسلمة، لابد أن تٌجهِض أي محاولة، بحجة أنهم مختلفين عن غيرهم ولهم خصوصيتهم، وأن الله قد أعزهم بالإسلام، وأن الإسلام قد عرف الديموقراطية وحقوق الإنسان قبل الثورة الفرنسية، وتحدث عن الذرة والإنفجار الكبير ونظريات الطب والفيزياء ومراحل تكون الجنين قبل أن يدركها علماء الغرب بقرون، وأن الخطأ كان دائماً في فهم الإسلام وفي الفقهاء، وأنه لا كهانة في الإسلام، فلا أحد مجبر على اتباع إمام أو شيخ، لأن الإسلام دين سهل وواضح، والقرآن نزل بالعربية، حتى تكاد تكون المجتمعات الإسلامية هي أكبر محمية رجال دين عرفتها البشرية في تاريخها، ومن الطبيعي أن بيئةً كهذه، وحوالي نصف قرن فقط من التحرر من حكم الدين، تعد غير كافية لإنضاج حركة تنوير من خارج الدين، ذلك أن الحركات اليسارية الليبرالية بالعالم العربي على قصر عمرها، ارتبطت في العقل الجمعي بالشيوعية التي تعني الإلحاد، بل إن كلمة علمانية نفسها كلمة سيئة الصيت ومرذولةً جداً عند الغالبية، ولا تعني عندها فصل الدين عن الدولة، بل إعدام الدين بحياة الناس، فالإسلام دين ودنيا، وهو صالح لكل زمان ومكان، مع خاتمة صغيرة هي "وما فرطنا في الكتاب من شيء"، كما لم توجد يوماً عزيمة سياسية واحدة تشجع وتدعم علناً أي حركة بروتستانتية إسلامية، أو تشجع وتحمي تيار فكري علماني، يتولى مهمة التحقيق في مدى ملائمة الإسلام لتدبير الشأن العام، فتجربة بورقيبة في تونس وكمال أتاتورك في تركيا عليها مآخذ عميقة، إذ شاب نهج الأول ديكتاتورية في قمع الدين لا في احترامه والسماح بممارسته، في حين كان الثاني قومياً أكثر منه علمانياً، وقد فعل ما فعله بورقيبة وهو عدم احترام حق الناس في ممارسة دينها بحرية من خلال منع الحجاب وتقييد الآذان، لهذا ما إن تأتي على ذكر كلمة علمانية في مجتمعاتنا، حتى تُجابه بتجارب بورقيبة وأتاتورك المثلومة، التي نفّرت الشعوب المسلمة منها.
هل أبدو متشائمة؟ قطعاً لا، بل أنا واقعية، وهل أرى أن الحل هو في استنساخ تجربة البروتستانتية اللوثرية وحركة التنوير معاً؟ بالطبع لا، فمن غير المجدي استيراد تجارب شعوب أخرى وتجريبها في مجتمعات مختلفة عنها، لكنني أحببت هنا أن استعيد التاريخ للإستفادة منه وإستلهام العبر من خلال فحص تجارب الشعوب، ونضالاتها المريرة ضد توحش الأديان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه منا ومن أوطاننا ومقدراتنا.
وأتخيل الآن، أنه يوم 25 الجاري، سيلتقي السيد المسيح والنبي محمد، وسيتصافحان بحرارة ومحبة، ويمضي كل واحدٍ منهما بطريقه، وقد يلتقيان بعد 500 سنة أخرى، وتكون الأمور قد تفاقمت إلى الحد الذي ترتب عليه اتخاذ تدابير خطيرة دولياً وإقليمياً، ما دفع بالشعوب المقيمة على الخارطة الإسلامية إلى الإضمحلال البطئ والإنكفاء إلى العصور الحجرية.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.49657
Total : 101