من الملفت للنظر ان العراق اصبح مسرحا" جيدا" للهواة , حيث اجتمعت بعض الفرق الموسيقية الرخيصة على شكل أحزاب أو مجاميع , لتقدم اهم أعمالها ألفنية على خشبة مسرح العراق السياسي , وكانت الادوار الرئيسية تمثل الصراع على مناصب الحكومة والبرلمان , حيث قاموا بعزف اجمل المقطوعات على شكل وعود واقاويل واتفاقات سلطن لها السامع من الحضور الذين يمثلون معظم الاطياف العراقية وبكل الوانها الذين اختاروا تلك الفرق لكي تنسيهم همهم واحزانهم الماضية ولكنهم تفاجئوا عندما كان العزف نشاز يصب فقط للمصلحة الشخصية لتلك الفرق وكان لغياب المايسترو دورا" مباشر في عدم انتظام الملحنين وغياب وحدة الموضوع ولذلك اصبح كل عازف يلحن ما يراه مناسبا" بعيدا" عن (الدستور) عفوا" بعيدا" عن النص الملقى على عاتقهُ فكان كل عازف يبتعد عن النص من دون ان يراعي مشاعر (الشعب) عفوا" أقصد مشاعر الجمهور ولم يكن العزف على الاوتار التي كانت تحاكي الواقع العصيب الذي يعاني منه الفقراء الذين كانوا يتلذذون لسماع لحن يشفي الجراح المصاب بها من السنين السابقة . ها هو حال الشارع العراقي الذي نعيشهُ الان الكتل السياسية تلحن والشعب يستمع الى وعود واتفاقات واقاويل خالية من الصحة , حيث تعمل على ما يخدم مصلحتهم الشخصية ومصلحة احزابهم والغريب جدا "يقولون نحن نعمل تحت منصة الدستور ولكن الدستور مازال مكتأب يبحث عن فرصة عمل في الوقت الحاضر , وان سبب البطالة التي يعاني منها الدستور هو غياب العاملين الحقيقيين على راس تلك الحكومة وتنشيط الدور الاساسي لهُ . فاذا كانوا من يقفون على راس هذه الحكـومة غير قادرين ان يتفقوا في ما بينهم فكيف سوف نبني حكومة مدنية , يجتمع تحت طاولتها جميع اطياف الشعب العراقي , أذا" نقطة الخلاف ليس الشعب ولكن نقطة الخلاف هي التكتلات السياسية والشخوص التابعين لتلك الاحزاب حيث يبحث كل منهم عن مصلحة الحزب الذي ينتمي لهُ , متناسين الشاهد عليهم , وهي الآية الكريمة التي تعلو فوق قبة البرلمان (وامرهم شورى بينهم ) ....... اذا كانوا هم لم يتشاور في حل مشاكلهم الحزبية الشخصية فكيف يكونوا قادرين على تغير الازمات العقيمة التي يواجهها المواطن المغلوب على امره وهو ينظر بعين حزينة مليئة بالتأمل متى تنتهي ازمات الكتل السياسية , حتى ينظرون لهُ والى الوضع المأساوي ألذي يعيش فيه .
مقالات اخرى للكاتب