العراق تايمز:
فيما تحشد السياسة التي ينتهجها رئيس الوزراء نوري المالكي جيوشها العسكرية والاعلامية لخوض غمار معركة انتخابية "معدة سلفا" وفق اجندات رسمت ماضي وترسم حاضر ومستقبل العراق، وفي اوج ايام المالكي الساخنة التي يزج بها "اولاد الخايبة" في صحراء الانبار لمواجهة خطر مصطنع اسمه داعش، ولد في رحم مكاتب السفارة البريطانية والامريكية في بغداد، وفي قمة الفوضى التي ادخل بها العراق ليعيش ايامه الاخيرة لمسخ ماتبقى من وعي جماهيري رافض للهيمنة القادمة من خلف البحار، في خضم كل هذا تنشط في العاصمة بغداد وفي بعض المدن العراقية، وتحت هويات صادرة من رئاسة الوزراء، فرق الموت ومليشيات متعددة اخذت من الدعم الحكومي غطاءا قويا وشرعيا لها للتحرك بكل سلاسه، والتنقل بين الاحياء والمدن العراقية لتنفيذ اهداف ومخططات، تستهدف كل من يقف ويعارض السياسة التي يتبعها حزب الدعوة الحاكم في البلد.
وطبيعة العمليات التي تقوم بها هذه المليشيات متنوعة وعديدة، وتحدث غالبا بطرق مختلفة فهي تجاوزت الطرق التقليدية بالاغتيال والتفجير والخطف، حيث انها بدأت في الفترة الاخيرة، ومع قرب الصراع الانتخابي الذي يجهز له الحزب الحاكم، بدأت بأتخاذ طرق هي اقرب للاعلان عن قوة وسطوة فرق حزب الدعوة، حيث تقوم هذه الفرق بالاعلان عن نفسها في مكان وقوع الجريمة والقيام بالتهديد والوعيد وبالصوت العالي، لكل من يعارض "مختار العصر"، ورغم اختلاف الاهداف وطرق تنفيذها، الا ان المشترك بين كل هذه الاهداف، هو رفض ومعارضة النظام السياسي والتسلط الذي تقوده عصابة الدعوة الاسلامية.
في بغداد يوم الخميس المصادف ٢٣ كانون الثاني، قامت قوة كبيرة مجهزة بمدافع رشاشة محمولة على عجلات حكومية، بمحاصرة مركز تسفيرات الرصافة، والمطالبة من خلال مكبر الصور بتسليم احد المراتب المنتسبة للمركز، وفي وسط ذهول وحيرة المنتسبين والحرس من هذه العملية التي اعلن المسلحون فيها انهم "جبال الله" قرر مدير المركز التفاوض مع المسلحين للوصول الى نتيجة تجنب اراقة الدماء، حيث كانت هناك بوادر للهجوم من قبل المليشيا المحاصرة للمركز، وبعد ان ابلغ المدير ان الضابط المذكور غير متواجد في المركز، انسحبت المليشيا وانهت الحصار بعد اطلاق الوعيد والتهديد بقتل الضابط المذكور وكل من يقف في وجه "جبال الله".
وفي ظهيرة امس الجمعة المصادف ٢٤ كانون الثاني، قامت قوة من المليشيا المذكورة، بالكمين للضابط المذكور قرب بيت اقاربه الذي كان مختبأ فيه، وذلك في منطقة الطالبية شمالي شرق بغداد، اغتالت هذه القوة الضابط "فارس الغراوي" وفي وضح النهار وامام المارة، حيث سقط شهيدا بعد رفضه القيام باطلاق سراح وتهريب مجموعة من سجناء المليشيات التابعة لحزب الدعوة الحاكم في العراق.
وبعد الحادث قامت قوات من الداخلية بقطع الطرق ومنع اقتراب الاشخاص والاعلام من من موقع الحادث، لاكمال مهمة المليشيا المجرمة، وذلك من خلال محو الاثار التي تخلفها عادة هذه المجموعات الاجرامية، والعبث بالادلة.