مع ان الجيش الاميركي قد دخل معركة مصيرية متداخلة هذه المرة هدفها الرئيس القضاء على الارهاب الذي ضرب الولايات المتحدة في عقر دارها، ومحاولة ابعاده عن الساحة الاميركية وهدفها الآخر بناء شرق أوسط جديد، وهذا الهدف تصب نتائج مردوداته في صالح السياسة الاميركية حال تحققه. فمع ما درجت عليه السياسة الخارجية للولايات المتحدة ومع تحقق هذه الأهداف الواضحة نرى ان بعض السياسيين الاميركيين يصرون على كسر كل القواعد في سبيل تحقيق هدف حزبي ضيق وهو إلحاق الهزيمة بالحزب المنافس لتحقيق مكاسب انتخابية.او ارضاءا ومجاملة لاصدقاء الولايات المتحدة من دول الخليج . قد يتصور البعض ان تلك التغيرات أو الخروج عن المألوف والأعراف السياسية شأن يخص الاميركيين أنفسهم، والى حد ما فإن مثل هذا التصور صحيح، لكن انعكاسات ذلك التغير على الممارسات والمراوغات السياسية والميدانية في الساحة العراقية هو ما يجعلنا نتوجس حصول شرخ في العمل المشترك الذي تم الاتفاق عليه بين الحكومة الوطنية والولايات المتحدة وما يحمله هذا الهاجس من مخاطر على الوضع الأمني بشكل خاص وحالة التغيير بصورة عامة والتي ما تزال في خطواتها الاولى تعترضها المفخخات والعبوات والأسلاك الشائكة وتحدق بها المخاطر والمؤامرات من بين يديها ومن خلفها ومن فوقها وتحتها!.
الشراكة العراقية الاميركية في بناء عملية التغيير تحتم التزام جميع الأطراف بما ألزمت به نفسها. وإبعاد الساحة العراقية المضطربة عن كل النزاعات الحزبية الاميركية وتداعياتها، ففي ذلك تحقيق الأهداف المشتركة وعلى رأسها القضاء على الارهاب المنظم، واعادة الاستقرار والأمن ليس للعراق وحده بل للمنطقة بأسرها. وبخلاف ذلك تكون الولايات المتحدة هي المعنية باضطراب المنطقة والمسؤولة عن فشل المشاريع المطروحة ويتحمل قادتها الجدد كل ما يترتب على ذلك الفشل من تداعيات وأزمات.
سلوك القوات الامريكية الاخير المتهاون مع الارهابيين الدواعش – والمتعاون احيانا- مثارشك وريبة وفقدان للمصداقية لدى الرأي العام العراقي والعالمي .
مقالات اخرى للكاتب