البحث عن الشهرة، والحصول على مواقع مضيئة و متوهجة، غريزة عند الكثير من الناس، البعض يحصلون عليها بالصدفة، والبعض ينالونها بالتعب والتضحية، وبعض آخر يسلكون الطرق الملتوية نحوها، فيفقدون فيها المصداقية وعزة النفس والكرامة والأخلاق والإيمان، من خلال خلط الاوراق في خيالات أفكارهم وسراب طروحاتهم، وسبب هذا الكلام هو شخصان غارقان في وحل الحقارة والرذيلة، ينوحان بإنفعال شديد ويخرجان في كتاباتهما عن كل أركان الكتابة، يمارسان الإساءة والتلفيق والتطاول والتحرش اللفظي والتخوين والميوعة والإرتزاق وكل أنواع المزايدات السياسية.. مصابان بالخرف والكسح العقلي والنفسي، غارقان في عبادة الأوهام ويعانيان من عقد الإهمال والنبذ، يفتقدان الخجل والوجل ويستخدمان الألفاظ البذيئة والشتائم ويحشران نفسيهما في كل شيء، يفتقدان الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والقدرة على الاهتمام بالأهم قبل المهم.
الإثنان، الغارقان في بحر التفاهة، يضيعان وقتيهما وجهديهما في الكتابة بتغافل وحقارة وعدم إنضباط أخلاقي أو قومي أو مهني ببعض المواقع الالكترونية بحثا عنها أي ( الشهرة). لذلك ينضحان بما فيهما.
الأول مشكوك في إنتمائه القومي للكورد والوطني لكوردستان، وكنية والده الذي يعرفه الكثيرون من أهالي المدينة التي يسكنها، لا اللقب الذي يكتبه بعد إسمه، تدل على إنه غير كوردي وغير كوردستاني، وربما ماخفي هو أعظم. يضع في بعض الأحيان حرف الدال أمام إسمه رغم إنه حاصل على البكالوريوس، راجع القنوات الاعلامية الرئيسية والفرعية، المهمة وغيرها، الكوردية والعربية، وهو يحمل حقيبة مليئة بالمقترحات والخطط والمشاريع الوهمية وغير الواقعية، فرفضوه لأنهم كانوا يعرفون قدراته ونياته السيئة ورغباته في الفخفخة والجعجعة والكسب غير المشروع. فإنزوى ليمتدح من يتوقع منه أنه يدفع له ما يريد، ويهاجم آخرين ظناً منه بأنهم سيستدعونه لكي يطلبوا منه السكوت، ويدفعوا له حفنات من الدولات.
الثاني، يدعي إنه ناضل وما زال يناضل من أجل تحقيق تطلعات شعبه في الحرية والإستقلال، وإنه حمل السلاح بجانب سين وصاد في جبال كوردستان ضد الدكتاتورية، ويقول: سين الان في الموقع الفلاني، وصاد يتبؤ المنصب العلاني. بينما هو يعيش تعيساً على الهامش، مهملاً من قبل السياسيين والمسؤولين الذين (كما يقول)، كانوا يتقاسمون معه الخندق ورغيف الخبز وعلبة السكائر.. ويتناسى، ويريد أن ينسى الاخرون أيضاً، انه كان قبل انتفاضة آذار 1991، بسنوات، ذيلا لجاسوس بعثي ساقط، وكان يلقب بالأجرب، وعندما تم دعوة مواليده لأداء الخدمة في قادسية صدام، اختار الإلتحاق بصفوف البيشمركه، فرفضه الديمقراطي الكوردستاني وكذلك الاتحاد الوطني الكوردستاني، لمعرفتهما بتاريخه الاسود، فلجأ الى بعض أقاربه في حزب آخر كان يعاني من قلة الأفراد ويقبل بين صفوفه كل من يتوجه اليه، وبعد فترة إنشق أقارب الأجرب عن حزبهم، فإنضموا الى احدى الحزبين الرئيسيين، وبحكم وجوده بين أقاربه، إنضم هو أيضاً الى ذلك الحزب (كما يقال بالواسطة)، ثم لجأ الى الخارج، ومن هناك كتب الكثير من المقالات التي صب فيها جم غضبه وحقده على الحزبين الرئيسيين. ثم عاد الى الإقليم ناسياً ومتناسياً أقواله ومواقفه، وأذل نفسه بمراجعاته المتكررة للمسؤولين من أجل تناسي كتاباته ومسامحته والنظر اليه بشىء من الإحترام ومنحه موقعاً لايستحقه، ولكنه ما زال تعيساً ولم يحصل على شىء.
هذان الإثنان، المتشابهان في جلد الذات وضيق الأفق والإستهتار وضحالة وبؤس الافكار وفقدان الاحساس، والركوع والسجود أمام الدينار والدولار والتلهث وراء الاحلام الرثة والخيال المقرف والتطلع غير الشريف نحو الشهرة عبر تسلق شجرة الاعلام. ما يزالان مستمرين في الكذب والتلفيق وإتهام الآخرين بحثا عن الشهرة حتى لو كان عن طريق شخص يغضب عليهما ويشتكي منهما أمام القضاء، أو أشخاصاً يلكمانهما ويركلانهما كي يسجلا الشكاوي لدى الشرطة والمنظمات المعنية بشؤون وحرية الصحافة، لكي تنتبه اليهما القنوات الإعلامية. ولكنهما... حتى الآن لم يسمعا غير أصداء صوتيهما، ولم يشتك أحد منهما، ولم يجدا أحداً يوجه لهما ولو لكمة أو ركلة واحدة أو حتى .... . و (أنا)، لا أذكر أسميهما ليس خشية من ردود الأفعال، وإنما ترفعاً، ولكي لا أكون سبباً في شهرتهما وتعريفهما بأناس لايعرفونهما، وكذلك لكي لا أهين مقالي هذا.
مقالات اخرى للكاتب