قالت العرب قديما ثلاثة هن من نسج الوحي (الغول والعنقاء والخل الوفي )أما الغول والعنقاء ، فإنه يضرب بهما المثل في الشيء الذي لا وجود له ،أذ كانت العرب تزعم أن الغول من الجن تتغول لها وتتلون فتضلها عن الطريق، وقد نسجوا حول ذلك من الخرافات الشيء الكثير، وكذلك العنقاء فيزعمون أنها طائر عظيم كان في عهد سليمان ثم اختفى، وقيل إنها كانت بالحجاز تخطف الأطفال، فدعا عليها أحد الأنبياء فاختفت،وثالثهما فهو الصديق او الخليل الوفي المخلص والذي شح هذة الأيام التي غلبت فيها المصالح والمنافع على العلاقات الإنسانية الطاهرة ,وان جاز لنا إن نضيف ضربا أخر من المستحيل فهو الاستثمار في ذي قار.
أسوق هذه المقدمة المحبطة للكثير من الآمال وأنا أرى مجموعه من الشبان تتظاهر إمام باب دائرة الاستثمار في الناصرية وذلك لما أبدته الشركة المنفذة في من مشروع الزقورة السكني من نسب إنجاز متدهورة وتوقفها عن العمل رغم استحصالها على مبالغ من المتقدمين كفيلة بإنهاء المشروع .لكن عقبات بعض الإطراف وهيئة الاستثمار مع الشركة حال دون إكمال المشروع.
هذه التظاهرة وغيرها كانت سمة وجواب واضح للرأي العام حول أشكالية أداء الاستثمار في ذي قار رغم الكوادر الهندسية والاختصاصية التي تضمها.إذ لم يسجل إلا القليل من المشاريع الناجحة التي أتت بها إلا ماندر .وقد تشكل الادارة أولى العقبات الأمر الذي دعت سلطة ذي قار لفتح باب الترشيح ودعت مجددا الشركات العالمية للاستثمار سوق العمل المحلية وتكريس خبراتهم في تطوير الواقع العملي والاستثماري ,والاستفادة من القدرات والخبرات الأجنبية في تطوير القطاع الاستثماري والواقع الخدمي والعمراني في المحافظة .
أن أهم المعوقات التي تحول دون توجه شركات الاستثمارالى ذي قار كثيرة ومنها الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، فضلاً عن تحديات كثيرة لا يمكن معها توفر المناخ الملائم لجذب الاستثمارات..لكن من أولى الأسباب يكمن في محاصصة هيئة الاستثمار (وهو أمر يعترف به الجميع)، فلكل كتلة ممثل في الهيئة يجب المرور به لاستحصال الموافقات على المشاريع مما آتى ببعض من قيادات ادارية فاشلة ومكبلة بتوجهات كتلويه وجهوية تملي عليها وتفكر بنسبة العمولات والإتاوات ناهيك عن المعرقلات الأخرى كالمرور من بوابة هيئة نزاعات الملكية وغيرها، الأمر الذي إربك كثيراً عملية البناء والاستثمار خلال السنوات السابقة..
في هذه الفترة العصيبة من تراجع الأداء الحكومي وفشل اغلب المشاريع الاستثمارية وتوقفها فأن ا أبناء ذي قار يطالبون سلطتها المحلية بقبول شخصية اعتبارية (تكنوقراط ) من رجال الإعمال والصناعيين وممن لهم باع وخبرة طويلة في مجال العمل الميداني المحلي بعيدا عن المحاصصة والقسمة الحزبية المقيتة .
فأبناء الناصرية ليس بوسعهم إن يديروا ظهرهم إمام إدارة الاستثمار المشروط وان كان لصالح الموازنة الحزبية والسياسية ، ، فشركات الاستثمار ستفكر إلف مرة قبل المجيء ألينا،وهي ترى إدارة هزيلة وفاقدة لعوامل التفاوض الفني والعلمي ومكبلة بحزبيين وأميين لأهم لهم إلا سد شواغر المحاصصة.
إن الأمل قوي ومشروع لنا وسنضع سلطتنا المحلية إمام امتحان عسير با ن تنحى بنا نحو إرساء قواعد الديمقراطية والوطنية وان تتبني مشروع وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وذلك ليس بكثير على ذي قارالسومرية الموغلة بالتاريخ وعلمت الدنيا الإدارة والمدنية والرقي .
مقالات اخرى للكاتب