كل ما يبغيه العراق اليوم ويحرص عليه هو الا يغالي المتطرفون من الساسة في التمسك بآرائهم والتصلب بمواقفهم والنظر للصحفيين والاعلاميين بمنظر الحقد والكراهية واهانتهم من قبل حمايات مليشياوية لا تعرف معنى للصحافة ولا رسالة لاعلامي وان ينظروا الى صاحبة الجلالة (السلطة الرابعة ) بمنظار ضيق مصاب – بالاستكماتزم – ولا يفهموا تلك الرسالة الخالدة التي اسقطت حكومات وهدمت عروش.
على رجال الساسة – عامة – ان يواجهوا الواقع بقوة وشجاعة وتعليم حماياتهم ومليشياتهم الاخلاق والذوق وحسن التعامل مع شريحة الاعلاميين والصحفين لا بل حتى مع المواطنين البسطاء وجاء رسول الله (ص) ليقول: انما بعثت لاتتم مكارم الاخلاق ووصفه الله على وجلى (بأنك لعلى خلق عظيم) هذه اخلاق الرسل والانبياء فعلموهم ان الاخلاق قبل الولاء للسياسي والكلمة الطيبة صدقة.
وعلى الساسة ان يعترفوا بالامر الواقع ولا يسكتوا او يستكينوا وان يجاهدوا اقصى ما في وسعهم لتهذيب حماياتهم في الشارع من اطلاق زمارات ممجوجة من سياراتهم الفارعة في الشارع اثناء سيرهم وحتى عكس السير احيانا ,وعندما تظهر هويتك في بعض السيطرات على انك صحفي او اعلامي فتنزل عليك اسئلة غريبة عجيبة وحتى تتسبب في تعطيل المركبة التي تقلك.
لقد سار البديوي الشمري الى دنيا الاستشهاد والتحق بقافلة شهداء(صاحبة الجلالة) وكانت لحظة, ..وقف الاشراف عندها رهبة..وخالجت قلوبنا سكتة, بعد ان هوى طود أشم..وارسل الليل سدوله الحزينة, ولامس ظلامه المفجوع..ليحتظن بين حناياه أنات روحه ..ويلف نفوسنا ضوارم الاحزان وتحجب دموعا تحجرت حينا وهطلت ألما واسى حينا آخر.
بزغت في سماء الادب والصحافة والاعلام والفنون نجوم ساطعة أسهمت في اغناء المشهد الثقافي والسياسي والاعلامي في بلدنا بلد الحضارات والقيم ,وكان هناك ثلة من الصحفيين والاعلاميين البارزين الذين جاهدوا في اقسى الظروف واحلكها فما استكانوا ولا وهنوا ومن بين هذه النجوم زميلنا الشهيد- محمد بديوي الشمري - الغائب الحاضر بيننا الذي شكل حضورا في الساحة الاكاديمية والاعلامية واعتبر علامة مضيئة في مراحل الجهاد والنضال الصحفي والاعلامي ضد مظاهر التخلف والطائفية والانقسام, فقد وهب عقله وقلمه ونفسه لشعبه وكان مفعما بزهرة شبابه بحب الوطن والايمان بالله وبالقيم النبيلة وكانت آراءه قد سطعت انوارها في اذاعته وعمله الدؤوب.
رحم الله زميلنا الغالي(البديوي ) الشهيد السعيد زميلا وأخا ومجاهدا, وعار لكل صناع الجريمة...ولكل المتخاذلين...لكل المساومين...لكل المتاجرين بقضايا السياسة والاخلاق...وتبا لهم...وعاش العراق....!!
مقالات اخرى للكاتب