يبدو ان الاموال التي رصدتها بعض دول الخليج العربي من اجل زعزعة الوضع العراقي والتي بدأت مناوئة للعراق الجديد منذ اليوم الاول لسقوط النظام السابق سواء كان ذلك على المستوى الرسمي العربي من خلال ما يسمى بالجامعة العربية الهامدة وكذلك استخدامهم المال السياسي في دعم المنظمات الارهابية التي عبثت ولا زالت الى يومنا هذا حيث استمالت وللاسف بعضا من السياسيين العراقيين لتنفيذ اجنداتها المرسومة لتمزيق العراق .
لقد حاولت هذه الحكومات العربية الخليجية تحديدا الدخول على خط الانتخابات المحلية العراقية فعملت على ضخ اموال هائلة وكثيرة لتغيير بوصلة الحكم في العراق الى بعض من يريدونهم يعملون وفقا لمنهجيتهم القائمة على الخضوع والخنوع للشرطي الاسرائيلي في المنطقة لكنها في الواقع تعرضت لصدمة كبيرة بعد تجلي وضوح توجهات الناخب العراقي ولذلك هم ناقمون اليوم على تلك النتائج التي توصلوا اليها ووجهوا اللوم الكبير لكل الجهات التي دعموها من اجل التغيير باتجاه ما يريدون تغييره كي تكون الالية التي تعمل بها الجامعة العربية وفقا لأهوائهم بعد ان اضحت اليوم اكثر من نصف قرارات تلك الجامعة بأيديهم وهذا ما لا يمكن تحمله على المستوى العربي لأن الشعوب العربية في الوقت الحاضر ناقمة على تلك الجامعة ومسيرتها التي تعدو ان تكون عبارة عن جثة هامدة عديمة الحراك.
كل الاموال التي بذلتها تلك الدول احترقت في العراق دون ان تقدم فائدة سياسية الى من بذلها أو أنها صبّت في مخططاته ولكنها في نفس الوقت قامت على احراق العراق وزجه في مواجهات تكاد تكون طائفية او اشعال فتنة دينية في العراق وهذا هو واحد من مخططاتهم الخبيثة ولعل ما نلاحظه اليوم في مناطق الحويجة وغيرها من مناطق صلاح الدين التي لاحظنا ان ثمرة تلك الاموال السحت والحرام واضحة من خلال التجهيز والاعداد لعناصر المنظمات المسلحة الى درجة القدرة على اسقاط ناحية بأكملها بيد عتاة القاعدة وارهابها ومن يعاونهم من البعث المخلوع وهذا انذار سيء نلاحظ من خلاله ان اموال الازمات السياسية باتت اليوم مؤشرا خطيرا على كل الوضع في العراق بل اصبح يهدد الكيان العراقي كدولة يرومون تمزيقها الى دويلات وهذا المخطط بات واضحا عند الكثير من النخب السياسية بكافة الوانها ومن يتحمل تلك الدماء التي تراق على ارض المدن العراقية هي نتيجة لتلك الاموال التي تم ضخها بأساليب مبيتة واعداد كامل لزج العراق بأتون ازمة طائفية تحرق الاخضر واليابس وهذا الدور الذي تقوم به تلك الدول هو بالنيابة عن ارادات عالمية ومخططات اجرامية ليحترق ما على وجه ارض العراق ليبقى ما تحته والذي يسيل له لعاب دوائر عالمية باستخباراتها وسياساتها الدولية .
مقالات اخرى للكاتب