من البديهيات المتعارف عليها مقولة " حب الوطن من الايمان " كون الايمان وفحواه دعوة لفعل الخير والقيّم الحميدة , وبما ان الاخلاق جزء لا يتجزء من الايمان فمن لا اخلاق له لا دين له ومن لا دين له لا اخلاق له , هذا على الأقل ضمن مفهوم الدين الاسلامي . للعمل الوطني أوجه كثيرة متعددة واضحة صادقة في محتواها ومضامينها وشكلها العام والخاص ومضمونها الذاتي والموضوعي . حقائق لها قدر عالٍ من الاهمية كبيرة في معانيها . نذكر منها مدرس يعلّم التلاميذ مُجِد في ايصال محتوى المادة الى الطلاب بحرص وعناية , في العطلة الصيفية يقوم بتدريس الطلاب مجاناً , عند جلوسه في مقهى محلته للراحة يأتيه احد طلابه لسؤاله عن مسألة أو موضوع في منهجه الدراسي بكل طيبة يوضح له ما يريد دون تذمر . اليوم الدروس الخصوصية هي الهدف والامل . الطبيب في المستشفى الحكومي حريص على علاج الناس والاهتمام بهم ورعايتهم وأحيانا في حالات معيّنة وفي ساعات متأخرة من اليل يعودونه في بيته فلا يتذمّر ولا يتردد في تقديم الخدمة والمعونة وبدون مقابل .
واليوم يجد المريض نفسه في المستشفى الحكومي تحت رحمة تلاميذ الطب أو الطبيب المقيم المبتدأ الذي لا خبرة له والاطباء الاختصاص في ابراج عاجية يصعب الوصول اليهم الا في عياداتهم الخاصة وأجور العيادة تفوق الخيال , وغالباً ما يكون الطبيب متفقاً مع الصيدلية القريبة منه والمختبر ومحل الاشعة , والاجور في هذه المحال مضاعفة اكثر من اربع مرات مع مثيلاتها في المراكز الاخرى واحياناً يكون الطبيب هومالكها الشرعي , والسكرتير يعمل بمكيالين مع المرضى المراجعين للعيادة المكيال المادي والمكيال المجاني من يدفع له الأولوية في الدخول للعيادة , ونقابة الاطباء في سبات عميق من هذا كله عائشة على " الكدوة " عملها وهمها وهدفها الاساس مقاضات الرسوم عن تأييد الأجازات المرضية ولا يهمها او يعنيها شيء آخر , ومنتسبي وزارة الداخلية شرطة المرور والشرطة ألأمنية كان لهم شأن آخر غير شأنهم اليوم ماضيهم أفضل من حاضرهم في فعلهم وعملهم . وهذا ينطبق على جميع دوائر الدولة وأغلب موظفيها عمودياً وأفقياً . الايمان والخوف من الله ضعيف والقوانين ضاعت بين المتسلطين لا يتعامل بها احد ,
كلٌ له قوانينه الخاصة به ودينه وشرائعه وياريت على شرائع وقوانين الغاب فلكل جنس من الحيوانات له شرائعه التي تحمي جنسه القرود لها سلوكها الذي يميزها عن غيرها والاسود والثعالب كذلك وبقية الحيوانات , وبشرنا في العراق لا توجد سمة تميّزه لكل مجموعة او فرد سماته الخاصة به , صراع دائم بين الجميع الكل يأكل بعضه متجاوزين الرأي والحكمة العراقية القديمة التي تقول { ناب لا يأكل ناب } معناها لاصراع بين الجنس الواحد يمكن ان يكون بين الاجناس . في الماضي المساجد أقل والشهادات العالية أقل والذين يعرفون القراءة والكتابة أقل , واليوم كل هذه أكثر علاوة على وسائل المعرفة والتعليم والتقنيات المتطورة في هذا المجال التي كانت معدومة في الماضي . المروءة والانسانية انحسرت بل تضاءلت , شيوخ الدين والعشائر كان لهم شأن وكما يقول المثل العراقي " حظ وبخت " واسع وكبير تلاشت هذه الصفات . ونقول ليس الله بظلّام للعبيد نحن نظلم انفسنا ونظلم بعضنا و " ديننا دنانيرنا " والحل .. ! " لا يغيير الله ما بقوم ما لم يغييروا ما بأنفسهم " ونحن باقين وصامدين على الحال السيء فمن النادر أن ترى أو تجد غير السيء ... يقول الله جل شأنه { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور 41 .
مقالات اخرى للكاتب