الموقف الدولي والوطني من الجرائم التي ترتكبها عصابات داعش في العراق
الإيزيديين والتركمان والشبك والمسيحيين.. هل من ناصر؟
مصير الاقليات في العراق.. الى أين ؟
( قتل وسلب وهتك أعراض ) .. ذلك الذي حدث لإخوتنا من الإيزيديين والتركمان والشبك والمسيحيين والصابئة وكل الأقليات في العراق على يد عصابات داعش الإرهابية وهو أمر يتم ليل نهار داخل دولة يفترض أن يكون فيها حالة من الأمن والإستقرار بعد سقوط النظام الظالم لصدام.. هذا البلد فيه قوات إستمر بناؤها أكثر من عشر سنوات فكيف تحدث فيه كل هذه الجرائم ! هل الحكومة من ورق أم ماذا؟ إن مايحدث في العراق لايوجد له مثيل حتى في الدول الضعيفة.
لقد ذكر لي الأخ الإيزيدي خدر خلات بحزاني أن الآلآف من الإيزيديين في سنجار من الأطفال والشباب والرجال تم اعدامهم بدم بارد على أيدي الدواعش، والآف الفتيات والنسوة تم اختطافهن وإغتصابهن، وأن أم سنجارية قام داعش باعدام ولدها أمام ناظريها وأجبرها على تناول قطعة من لحمه؟؟؟ وأن عروساً سنجارية لم يمضي على زواجها سوى ٣ أسابيع وأقدم جارها العربي! على ذبح عريسها و"الدخول بها" في نفس الليلة؟؟ وتم سبي الآف الفتيات الإيزيديات في القرن الواحد والعشرين وبيع الواحدة منهن بـ ١٥٠ دولاراً في أسواق الموصل؟ وتحدث عن موت نحو ٢٥٠٠ إنسان إيزيدي سنجاري بجبل سنجار بضمنهم مئات الأطفال الرضع، عطشاً، وجوعاً، ومرضاً على أيدي داعش؟؟
والله أنني لأخجل من أن هناك إسلاماً مختلفاً زائفاً غير الذي نعرفه.. أصبحنا نسمع عن جرائم في غاية البشاعة ترتكب بإسم الإسلام! ولانجد تفسيراً لها لا في القرآن ولا في السنة المحمدية ولا حتى في سيرة الخلفاء.. مانسمعه إنما هو إنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان!فما يجري على الأرض على يد داعش ليس إسلاماً بل هو محاولة لتقويض دعائم الإسلام ومعاداته.. فتاريخنا ينقل لنا على صفحاته المضيئة كيف كان يتعامل الرسول مع الناس وحتى مع أعداءه حيث قال صلى الله عليه وسلم فيما قال: " جئتكم بالشريعة السمحة السهلة " وأما ماذكر في القرآن الكريم فقد جاء في محكم كتابه الكريم سبحانه وتعالى " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " سورة ٢١ الأنبياء الآية ١٠۷، وفي آية أخرى " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " سورة ٦٨ القلم الآية ٤.
كيف سُوِّغَ لجهلةٍ مثل داعش من العبث بمبادئ الإسلام الحنيف وتشويه سمعة تعاليمه المحمدية والدخول الى أراضي دولة مستقلة تؤمن بالسلام كالعراق وأن يرتكبوا داخله كل هذه الجرائم ولانجد تفسيراً مقنعاً. كيف تم لهم إدخال كل تلك الكميات الهائلة من الأسلحة والذخيرة والآليات والعربات والتوزع على مناطق واسعة بكل هذه السرعة؟!
وعلى كل حال فالعتب واللوم علينا نحن العراقيين جميعاً.. كل ذلك لأجل أن نتقاسم الأرض والسلطة؟ أفيحتاج العراق الى التقسيم أم الى تطبيق قيم العدل والمساواة.. ألا يكون لنا في صدام عبرة.. لننظر الى ماأوصلنا إليه كل من صدام وبريمر؟ ماذا جنينا؟!
إن المعاناة التي يعانيها إخوتنا الإيزيدين هي نفسها التي يعانيها إخوتنا التركمان في طوزخرماتو وتلعفر وآمرلي وهي نفسها التي يواجهها أهل الموصل والفلوجة وهي نفسها التي يعانيها أهلنا في الكاظمية وكربلاء والنجف وفي ديالى وبابل وفي جميع محافظاتنا، وليس بخافٍ على أحد أن كل أنواع هذه الجرائم وغيرها قد إرتكبها النظام البائد ضد الشيعة والأكراد واستمرت هذه الجرائم ضد الشيعة وضد غيرهم على يد عصابته المجرمة بعد السقوط الى يومنا هذا ولم تتوقف يوماً واحداً.. إن عدونا أمس واليوم وغداً هو نفس العدو الذي لايستهدف مكوناً واحداً بل يستهدف الجميع.
إن مشكلتنا اليوم تكمن في أننا تركنا تعاليم أنبيائنا وكتبنا السماوية وتركنا الفساد يجري في عروقنا ودمائنا حتى تمكَّن منا العدو ثم ذهبنا لتصديق المجرمين والأفاكين بدلاً عن سماع نداءات العقول النيِّرة.
لقد آن الأوان لنا أن نحاسب أنفسنا وأن نقف وقفة واحدة نستعيد فيها ديننا وأخلاقنا وإنسانيتنا ومبادئنا ووحدة شعبنا.
أخيراً نوجه ندائنا إلى كافة أبناء العراق للعودة الى ماكانوا عليه من الأخوة والصفاء وليكونوا يداً واحدة على من سواهم من الظالمين وفي مقدمتهم عصابات داعش ومن يدعمها، كما ندعو كافة دول العالم الى مراجعة مواقفها الضعيفة تجاه داعش والنظر بجدية الى موضوع مواجهة خطر هذه العصابات الإرهابية والعمل بصورة مشتركة مع المجتمع الدولي للقضاء على كل أنواع العنف الذي يرتكب ضد الإنسانية والله ولي التوفيق.
مقالات اخرى للكاتب