ليس صدفة ان تجري عدة احداث مختلفة في مظهرها واحدة في هدفها ، لا بد ان هنالك يدا خفية تقوم بنسج تلك الخيوط ، فقد اعلن الامريكيون مؤخرا انهم عازمون على تسليح اقليم كردستان وتبعهم على ذلك الاوربيون في تصريحاتهم ولم يذكر احد منهم ان اقليم كردستان تابع لدولة ذات سيادة اسمها العراق وتسليحه او عدم تسليحه هو قرار مرتبط بحكومة العراق ، الحادث الثاني ان الولايات المتحدة اكدت سعيها لتشكيل جيش خاص بمحافظة الانبار لقتال داعش ، وتقصد بذلك حشدا شعبيا خاصا بالمنطقة باشراف امريكي ، اما الحادث الثالث فهو تجديد نائب الرئيس الامريكي جو بايدن دعوته للحل الفدرالي في العراق ، بنشره مقالا يتناول الموضوع ، وقد اعاد الى الاذهان ما كان يسمى بمشروع بايدن الشهير لتقسيم العراق وقيل في وقتها ان مشروع بايدن يشكل مضادا تأريخيا لسايكس بيكو ، ويوجه بايدن بتكوين ثلاثة اقاليم كردي وسني وشيعي مع اعطاء حق تقرير المصير لكل اقليم اي فتح باب الانفصال للحصول على 3 دويلات صغيرة قومية طائفية ، اليست هذه التصريحات والاجراءات هي بداية لمشروع التقسيم ؟ وهل يسكت العراقيون على ذلك وهم يعلمون ان التقسيم رغبة اجنبية ومشروع ثماره للاجانب وليس لاهل البلد ، وهم يعلمون ان مشكلتهم لا تنتهي بالتقسيم بل تبدأ من التقسيم ولا تنتهي .