تحدثت سابقاً عن الخرائط الجديدة البديلة لخرائط سايس بيكو التي أعدها كيري ولافروف للعراق بعد تحرير الموصل من داعش. والظروف والسناريوهات التي أعدت وصُممت مسبقاً لتنفيذها. ومِنْ ضمنها الأعداد النفسي لتقبلها.

وها هي الأمور تجري لتنفيذ خرائط جديدة رسمها كيري ولافروف لبقية الوطن العربي إبتداءً من سوريا و اليمن الى ليبيا و لبنان والسودان ومصر والسعودية وإيران  وكلُّها  مشمولة بهذا المخطط الرهيب.ولكن لكل وقتٍ أذان.

ليس غريباً  أن تسحب روسياً طائراتها من قواعدها في سوريا ,ثُمَّ  تنطلق طائرات الطبوليف و السوخوي  من همدان الأيرانية لتضرب أهدافاً في سوريا, بموافقة الحكومة العراقية و توفير ممرات جوية آمنة لها. وليس من باب الصدفة  أن تتقدم جيوش البيشمركة الكوردية السورية بإتجاه الحسكة تساندها قبيلة شمر العربية تحت إسم قوات سوريا الديموقراطية. فيالَهُ من تحالف عربي كوردي لطرد العرب من بيوتهم ومناطق سكناهم!!!!. أمرٌ مثيرٌ للسخرية حقاً.ولن نتعجب من طرد الطائرات الأمريكية طائرات الحكومة السورية دون تدخلٍ روسي من منطقة الحسكة, لتمكين القوات الكوردية من إزاحة القوات السورية الحكومية من الحسكة وتسليمها للكورد. سمعنا هذا وحلَلناه وفكرنا في ما وراء هذا كله. وهو واضح جلي فخرائط كيري ولافروف جاهزة للتنفيذ .فما السر في عدم إعتراض روسيا وإيران حليفتا سوريا على التصرف الأمريكي.والأدهى والأمر من هذا توقيع إتفاق بين القوات الكوردية وقوات الحكومة السورية بوساطة ومباركة روسية يتضمن ترك الحسكة لقمة سائغة للأسايش الكوردية.وطردهم السكان العرب من الحسكة, كما طَردوا العرب من مناطق كثيرة إحتلتها البيشمركة في العراق.

أليس هذا هونفس السيناريو الذي نُفِذَ في العراق عندما طردت البيشمركة القوات الحكومية الأتحادية من الأراضي التي دخلتها البيشمركة بعد سقوط الموصل ؟. والسؤال هنا من أسقط الموصل؟ هل داعش أسقطتها لوحدها أم انَّ هنالك من تعاون معها وهيأ لها الأمر كلَّه وسلمها الموصل ومن ثم تكريت؟ ألم ترَ وسائل الأستطلاع الأمريكية ودوائرها الإستخبارية شراذم داعش البسيطة تتقدم نحو الموصل بسيارات البيكآب والموتورسيكلات؟ فلماذا لم تتصدَّ لها؟.وكان سرب أباشي كافياً لهزيمة داعش ويمنعها من إسقاط الموصل والإستيلاء على أسلحة تقدر بعشرين ملياردولار. فالمطلوب تنفيذ الخريطة الجديدة  للعراق . تتضمن بيع قسم من محيط الموصل للكورد.وقسم آخر للأتراك بمباركة السيد أسامة النجيفي الذي سيزور تركيا قريباً للتفاوض.

فمَن مولَ داعش ومن باع لها النفط العراقي أليس أردوغان شريك أميركا والعضو الفاعل في حلف الأطلسي الذي يدعي التحالف لحرب داعش ؟.

ومن سهل عبور الأرهابيين والأسلحة الى العراق وسوريا أليست تركيا أردغان العضو المتميز بحلف الأطلسي حليف إسرائيل؟

لنستعرض سويةً الأحداث والتغيرات التي يظنها البعض متسارعة. وأنا أقول بأنها منظمة ومخطط لها بدقة وتأنٍ. فكيف تحولت أمريكا من طرف يَعدُّ العدة ويسلح ويدرب ويجهز. ويُعْلِن بأن الأسد فقد الشرعية. ولا يجب ان يستمر في الحكم, الى أنَّ بقاء الأسد أصبحَ اليوم ضرورة لحرب داعش؟وكيف تغير موقف أردغان من الأسد وأصبح ممكن وجود الأسد على رأس السلطة في دمشق لفترة حكم إنتقالية ؟ وما سرُّ المفاوضات بين ضباط المخابرات السورية والتركية ؟وهل لهذا علاقة بشمال سوريا وجرابلس وجبل التركمان ومطامع تركيا بها؟ أمرٌ ليس بمسغرب فتركيا أدخلت جيوشها في العراق وتمركزت في بعشيقة قرب الموصل.

 لن نستغرب إتفاق الحكومة السورية مع القوات الكوردية في سوريا ولا تفاوض الحكومة السورية السري مع تركيا .فقد باعت حكومة العراق عام 1963 حقوق العراق للكويت.  وسبقَ حاكمُ العراق عام 1991 الأسد عندما باع العراق في خيمة صفوان. فباع أم قصر والمياه والممرات الدولية. وقبلها باع شط العرب لشاه إيران عام 1975 . فالمهم عرشه في العراق وعرش الأسد في سوريا. ولن نستغرب صمت السعودية وقطر عمّا يجري في سوريا الآن. وهما اللذان دقا طبول الحرب على سوريا وأشعلوا الفتنة. وتنقبوا وأسرجوا ودفعوا الأموال وشحنوا السلاح لتدمير سوريا الحبيبة .لأنهما أدوات تنفيذ خرائط كيري لافروف .وليس من المستغرب تحول سياسة أميركا وتركيا في سوريا. فكما تخلت أميركا عن الشعب العراقي بعد إنتفاضة 1991 وسمحت لطائرات الهليكوبتر العراقية ضرب الشعب الثائر. وتولت القوات الأمريكية على الأرض تجريد المنتفضين من أسلحتهم . وأبقت النظام القمعي , فقد غيرت أيضاً  بوصلتها في سوريا  وستُبقي الأسد يحكمها. وسيتصالح الأسد مع أوردغان وستصمت روسيا وإيران. فلكلٍ منهما مصالحه. فقد رُسِمت خريطة جديدة لسوريا. تمزقها كما مُزِّقَ العراق .ربما باسم الفيدرالية أو بمسمىً آخر. فهذه دويلةٌ للكورد وتلك للعلويين وأخرى للسنة.والحبلُ على الجرار.كان من الممكن وأد الفتنة في سوريا في بداية الأمر, لو جلس الطرفان للحوار بروح وطنية ديموقراطية .ولكن كان هناك من ينفخ في نار الفتنة ونفذوا المطلوب وهو تهشيم سوريا وتنفيذ خرائط كيري لافروف البديلة لخرائط سايس بيكو.

ولا داعي أن نتطرق لما سيجري في السعودية وليبيا وبقية بلاد العرب فالحديث يطول والحر تكفيه الأشارة. ولكن الذي يجهله الكثيرون إن إيران مهما توافقت مع الدول الكبرى وسارت بطريقها ووفق مخططاتها فإن الطريق يمر بها ومنها. وسيشملها المخطط .فهل هي نائمة  في العسل أم مشاركة بهذا المخطط؟؟؟  .أوطانٌ رخيصة للبيع. والسماسرة كثيرون. والشعوبٌ مغلوبة على أمرها . ويا محلى النصر بعون الله!!!!!!.ويا ويل اللي يعادينا يا ويلو ويل مثل النار  يلاكينا بظلام الليل هههههه.