مدينة الشعراء والادباء والاحرار مدينة الصدق والوفاء تقع على ضفاف نهر دجلة وتغفوا على قسميه المجر والكحلاء كما غفت باحضان الاراض السنابل تتكسر فيها كل معاني الجبروت وتخضع لها كل الملوك انها ارض الحضارة ارض الطهر والعفاف ارض مملكة ميسان فيها التعايش السلمي بكل صنوفه واقسامه ويسكنها كل القوميات والمذاهب والاديان وكل يمارس حرياته بشكل طبيعي فيها قبر نبي الله عزير -ع- وقبور الاولياء والاصفياء من ال البيت -ع- فهي تحتضن مقامات السيد عبد الله ابن الامام علي -ع- والسيد علي الشرقي والسيد علي الغربي والسيد احمد الرفاعية مؤسس الطريقة الصوفية كما تحتوي قبر الكميت ابن زياد الاديب والشاعر وفيها الكثير الكثير من الكتاب والمؤلفين ولكن بعد سنين تحولت الى مجرد تابعة لسياسات تتحكم فيها وفي السنين الاخبرة تحولت ولائات واحزاب طائفية نادرا ما تتكلم بعناوين الوطن وحبه والايمان والاخلاص له وكل ذلك بسبب الفتن التي دخلت اليها بعد الاحتلال البغيض فمدينة العمارة حاليا تعتبر من المدن الموالية للصدر الثاني وان كان فيها انصار للاخرين فهم لايعدون من الارقام الصعبة ولكن هناك فيها الكثير من المستقلين وقد يقدر عددهم باكثر من النصف او الثلثين وهم الطبقة المثقفة الراقية التي لم ولن تؤشر لاحدا في الانتخابات التشريعية لعدم قناعتهم وقد اجرى الكثير من الاخوة الصحفيين والكتاب والمثقفين حوارات مفيدة نتجت عنها بان المدينة عبارة عن ثلاثة اثلاث ثلث موال للاحزاب الموجودة ومقسم عليهم ولكن الحصة الاكبر للصدريين واما الثلثين فهم وفي اغلب الظن علمانيين ومستقلين كما ان الثلثين المتبقيين يعانون من القلة المتنفذة بالمدينة من خلال الامتيازات الحزبية وتقسيم الناس طبقيا وحسب مصالح الاحزاب فمن له حزب او تيار او انتماء فهو يستطيع التحرك بحرية بعكس معاناة الاخرين مما جعل الحركة الثقافية شبه مشلولة بسبب الخوف من المنع وخسارة المصالح والسجن وحتى القتل فبمجرد اي اشاعة يطلقها حزب اوتيار على اي شخصية فمن الممكن اغتياله او خطفة وهذا ماتعانيه مدينة العمارة من وجود الاحزاب الاسلامية التي ترفع صور اسلامية جميعها بل الخوف والوجل والتردد وعدم الثقة بالاخرين هي الطريقة السائدة للاسف مما جعل المدينة طاردة لاهلها بشكل ملحوظ كما ان الاعلام الميساني عام والعماري خاص عبارة عن تطبيل وتخريف حزبي لاحزاب كلها فاشلة لاتقدم ولاتؤخر واي محاولة للنهوض بالواقع المتردي كبناء مؤسسة اعلامية او اصدار جريدة مستقلة فانها تواجه بشراسة وعنف غير مسبوق كما حدث لوكالة ( انباء العراق الاخبارية -اينا ) للصحفي والاعلامي الزميل عبد الامير الدرويش نقيب الصحفيين في ميسان سابقا ومنع من قبل هيئة الاعلام والاتصالات وبكتب رسمية نفذتها الحكومة المحلية في ميسان وكتب موفعة من قبل السيد محافظ ميسان علي دواي لازم بغلق الوكالة وجريدة الحركة المستقلة الواقعة في حي الكفاءات المقابل لمبنى محافظة ميسان الجديد ومداهمة البناية وغلقها ومنعها من القيام بواجباتها الوطنية لدعم الامن الداخلي والحشد الشعبي المجاهد والوقوف على السلبيات وتصحيح الاخطاء لغرض انتشال الاحزاب السياسية الحاكمة من وحل المزايدات السياسية والمراهنة على المزايدات الوطنية وخدمة المواطن الميساني لاسيما وان التيار الصدري لا يفرق لحد الان بين المنهج العلمي للشهيدين الصدرين وبين التيار الحالي السياسي الذي لايملك الرؤية الواضحة للشهيد الصدر المقدس لذلك فهم يعتبرون حضور الجمعة ورفع صورالقائد والاطراء عليه هو الانتماء للتيار فقط دون حث اتباعهم على جوهر الموضوع في الاقتداء بالشهيدين الصدرين ودراسة معالم العلماء الكرام واما الاحزاب الاخرى فقد ضمت اغلب الخائفين من القتل ممن كان مطلوبا من بقايا النظام مثل اعضاء حزب البعث والامن والمخابرات وتقربوا الى حزب الدعوة والمجلس الاعلى حتى تمكن الكثيرين منهم من التسلق للوصول الى القمة في الحزبين الاسلاميين وفعلا رحب بهم بشكل كبير فالاحزاب لاتبحث عن تاريخ الاشخاص السياسي ابدا بل يكفيهم الولاء الحالي والطاعة المفرطة التي عادة تاتي من الخوف من تلك الاحزاب لاسيما وان الاحزاب جميها قامت بحملات اغتيالات كبيرة وسط العمارة تارة ظهرت بدر واخرى الدعوة واخرى تنظيمات القضية التابعة للتيار الصدري شكلا وهذه الاغتيالات تركة بصمات رعب واضحة في المجتمع الميساني مما جعل اكثر ابنائه لايحبذون الاحزاب بل ويبغضونها لدرجة كبيرة دون التصريح بذلك بل وهذه الظاهرة عمت جميع العراق من الشمال الى الجنوب فتحيد اكثر الشعب العراقي خوفا ورعبا من الاحزاب الحاكمة ولذلك اذا رجعنا الى نسبة المصوتين من العراقيين فنجدها اقل من النصف دوما اي عشرات الاحزاب تتنافس على نسبة اقل من النصف وقد يحصل كل حزب اوتيار من الاحزاب الحاكمة في السلطة لنسبة لاتصل الى 8% وهذه النسبة ضئيلة جدا لاتساعد في ادارة محافظة عراقية او تحصل على تعاونها لذلك فشلت العملية السياسية بامتياز في العراق ولا تبقى الى سنة اخرى قادمة هذا ما اعتقده في ادارة الحكم في العراق اي ان العقلية الاقصائية نافذة جدا ومتنفذه بجهل مركب غريب او كما يحلو للبعض تسميتها بانها حكومة اجنبية عن العراقيين ولاتستطيع ان تحكم بشكل سليم وغير واعية لمايجري ويبدو لي انها مجرد مجاميع لديها عقدة الخوف والتشريد
مقالات اخرى للكاتب