علامات لحكماء، ونبوءات لفقراء، وأصوات لدماء، كلها تتركز عند الضرورة لتوحيد الجهود، لمواجهة العدو الأول، وهو داعش الإرهابي، الذي أخذ ما أخذ من أرضنا وشعبنا وخيراتنا.
أي بلد يمر بظروف كالتي تمر على العراق، يستلزم أعواماً لتشفى من جراحاتها، بسبب سياسات الدول المعادية لأرض الرافدين، عربياً، وإقليمياً، ودولياً.
بعد فترة نقاهة مناسبة، سيتم الركون للدستور، وقراءته بتمعن، لتتضح معالم العراق، الإتحادي الفيدرالي الموحد، الذي سيكون قوة أكثر بروزاً مما هو عليه، مع إنشغاله بالحرب الضروس، لدرء مخاطر الإرهاب عنه، وبالتالي فإن الأمر ليست حقوق سلبت، بل هي اكبر من كل الصفات، وربما تصل الى ان العراق، في هذه المرحلة، يكون او لا يكون.
الإرهاب صنيعة من صنائع المجتمع، ولم ينزل الينا من السماء، وعلينا مواجهته، سواء أكان المصنع محلياً، أو عربياً، أو إقليمياً، أو عالمياً، وحتى صهيونياً، والأهم من هذا هو كيف سمحتم له بالتمدد؟ وعلى حساب عقولنا ودمائنا، وهذا بسبب صراعاتكم التي لا تنتهي أبداً، وما جلبتم للبلد إلا الشقاء والألم.
إن أفضل ما يدركه هؤلاء الفاسدون، بأن عروشهم باقية رغم جعبهم المليئة بالفساد، ولا يهم كم من أوراق الأشجار النضرة تسقط، وكم من شمعة مضيئة يطفأ نورها؟ وتقضي نحبها من أجل العراق، فتأريخ الفاشلين تملؤه الأكاذيب، التي ما عاد أحد من البسطاء ليصدقها.
حب الوطن من الإيمان، لأن الإنسان الطاهر النظيف، هو من يقدم حياته في سبيل بلده، هذا ما تعلمه العراقيون، من تأريخهم العلوي الناصع، لأنهم تعودوا طرق باب الجهاد، وها هو الألم يسرع بالجواب، لتصنع أرواحهم المنتصرة ملاحم خالدة، جعلتنا في طفولة دائمة، وفرحون، ومسرعون نحو الشهادة، والعطاء، والخلود ما بقينا.
رجال حملوا القرآن دستورا في يد, والإعتدال والوحدة في يد أخرى, لأن القرآن دعا الى ذلك, حيث نشأوا بين أروقة الإيمان, في دار المرجعية الرشيدة, وأصبحوا مناضلون بأحضان المجد والبطولة, هكذا هم الشهداء الأحياء, لبوا من دون تردد أو خوف نداء الفوز العظيم, ليكسبوا الحياة الأبدية عند الخالق.
مناضلون في الصفوف الأولى, منهمكون في إصلاح الدنيا, بعدما أراد الإستكبار العالمي نشر الإلحاد, وإنتزاع الأخلاق, ونهج أسلوب الإبادة, وإثارة الخلافات والفتن والحروب, وإقامة ميادين بلا ضوابط, ولا إلتزامات، والآن وفي هذه الأيام المباركة نقول لهم كل عام والحشد عيدنا، فأنتم العيد، ولولا تضحياتكم لكنا بين فكي ذئب مسعور مثل داعش، يهتك اعراضنا ويستبيح أرضنا، فطوبى لكم يا عيدنا الحقيقي.
ثوار مجاهدون حقيقيون, لم يعطوا لأرواحهم أي فرصة لإلتقاط الأنفاس, بل منحوا حياتهم لمعارك البطولة والإنتصار, وهذا ما يفعله رجال الحشد الشعبي منذ أكثر من سنة، وما زالوا يعزفون الملاحم لتموت تحت أقدامهم مملكة الدواعش الزائفة, ذات الفكر الأرهابي الخبيث, المتمثلة بطاغوت الموت والرعب, الذي روج للدماء وقتل الأبرياء, وشوه الاسلام.
ختاماً: إستقبلنا العيد ونحن جالسون، بين عوائلنا وأطفالنا، وإغلبنا متناسي، أن هناك رجال يقفون، بيننا وبين وحوش الموت، سيما وقد نذروا إعمارهم، من أجل رسم بسمة فوق شفاهنا، فبرجال الحشد، العيد بخير.
مقالات اخرى للكاتب