لقد تخلت الدول الامبريالية عن حلفائها من حكام الدول العربية بعد ان اصبحوا اكسباير وانتهت مهمتهم كما حدث مع الديكتاتور صدام حسين وزين العابدين وحسني مبارك لا بل انتصروا لثورات الربيع العربي وامتطوها بعد ذلك بتقديم المعونات المالية للاسلام السياسي كما حصل في جمهورية مصر العربية وتونس الا ان الامور مشت ضد الاعيبهم فتونس دولة مؤسسات ولها تقاليدها ومواردها المالية معظمها من السياحة فلم تصمد قوى الاسلام السياسي امام ثقافة و رغبات الجماهير , اما ما حصل في مصر العربية فقد استباحت قوى الاسلام السياسي وشرعت في اسلمة جميع مرافق الحياة وتوزيع المسؤوليات فقط للاخوان المسلمين بدون النظر الى الخبرة والكفاءة وانتفضت الجماهير المصرية وعبرت عن ارادتها بتاييد الرئيس السيسي بخروج ثلاثة وثلاثين مليون مواطن معلنين تأييدهم ومطالبتهم باستقالة د محمد مرسي , اما ما حدث في جمهورية العراق فقد حصل تطور جديد استطاعت به قوى التقدم المضي قدما في وضع حد للفساد المالي والاداري بعد ان قارب الوضع من الوصول الى حافة الانهيار واستطاعت قوى التغيير استلام الحكم بخزينة فارغة ومئات الالاف من السجناء والموقوفين بلا ذنب وبلا تحقيق ومليونين وستمائة الف نازح يعانون من البرد والجوع والعطش تفتك بهم الامراض , وتسليم ثاني مدن العراق الموصل الى عصابات الغدر التي استهدفت الابرياء وفتحت اسواق النخاسة لبيع نساء الايزيديات والمسيحيات واستهدفت كل معالم الحضارة من رموز عمرانية ومساجد وكنائس اثرية وحرقت الاف الكتب والمخطوطات الاثرية وقامت بعمليات اعدام ميدانية لاطفال ونساء ورجال وبكل صراحة قامت هذه القوى بعمليات ابادة جماعية لتكون عكازة يتوكأ عليها الغرب المتحضر لتصريف انتاجه العسكري الباهض الثمن لغرض دغدغة الدواعش المجرمين , عندما قامت دول التحالف بعملية احتلال العراق بحجة وجود اسلحة دمار شامل ( والتي لم تجدها لحد يومنا هذا ) كانت طائراتها تقوم بطلعات جدية لقصف المواقع العسكرية وحتى المدنية يتراوح عددها ما بين الثمانمائة الى الالف طلعة يومية حتى البنى التحتية من مجاري المياه الى مولدات الكهرباء وشبكتها لم تسلم من القصف , اليوم اذا كانت هناك طلعات لا يتجاوز عددها الخمسة عشر الى الخمسة والثمانية طلعة , قوات الظلام المجرمة لا زالت تقوم بالهجمات وحصار المدن والنواحي والاقضية مسببة الهلع والموت والدمار مستمرة بالقيام بعمليات التدريب في الموصل واغلب مدن الانبار , تقوم بعمليات هجوم مستمرة لسدود المياه في العظيم وسد الموصل وتخريب الجسور , حتى عملية اعادة بناء ما يخربه الدواعش المجرمين سوف يكلفنا الكثير من مليارات الدولارات سوف تقوم بها شركات امريكية بالدرجة الاولى . ان عمليات الارهاب سيف ذو حدين نتيجته احراق مدن وحضارة الدول الفقيرة الضعيفة وارجاعها الى عهود غابرة الى الوراء واعطاء الزخم للاقتصاد الغربي لمجمل انواع الصناعات سلمية كانت او عسكرية وتقسيم البلدان الضحية الى دويلات ضعيفة فاقدة القوة والارادة . الكل يتذكر 11 سبتمبر كيف كانت مبررا لاحتلال افغانستان والعراق فهي عملية اجرامية تسببت في قتل الاف الابرياء داخل الولايات المتحدة الامريكية ولا زالت اصابع الاتهام تتوجه الى ان حكام امريكا هم الذين كانوا سببا في العملية القذرة هذه , وقد كحلت السيدة كلينتون كتابها بالاعتراف بان امريكا هي التي صنعت القاعدة ووجهتها لخدمتها الى ان انقلبت عليها , فقد كان في استطاعة امريكا القاء القبض على اسامة بن لادن متى ما شاءت وتستطيع القاء القبض على من يدعي كونه خليفة المسلمين البغدادي الذي كان سجينا عندها سابقا .ان جمهورية العراق مقبلة على مستقبل محفوف بالمخاطر الرهيبة حيث تشير المعلومات ومن شخصيات قائدة في العملية السياسية الى وجود دعم خارجي لعصابات الدواعش وهناك طائرات تهبط في مناطق التي هي تحت سيطرة العصابات وحتى السفير الامريكي في بغداد ايد بان هناك طائرات من صنع امريكي ولكن هويتها مجهولة تدعم العصابات الداعشية , لقد اثبتت المقاومة العراقية من قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي وقوات البيشمر كة قادرة على الوقوف بوجه هذه العصابات , في البداية صرح الرئيس الامريكي اوباما بان محاربة الدواعش تحتاج الى ثلاثة سنوات واليوم يتكلم المسؤولون الامريكان عن عدة اشهر , ومن الجدير بالذكر فهناك رغبة واضحة لرغبة الامريكان للرجوع لاحتلال العراق مرة ثانية فهل تستطيع قواتنا وحكومتنا الوقوف بصلابة امام هذه الرغبة ؟ وما هي التضحيات التي يجب ان يقدمها الشعب العراقي من ارواح بريئة للدفاع عن بيته الكبير ؟ وهل ان هناك رأي عام عالمي وعربي سيقف الى جانبنا ؟ المفروض ان تقوم حكومة التغيير بقطع جذور الفساد من عروقها ولا تمنحها الثقة وفقط بهذه الطريقة ممكن تقوية الجبهة الداخلية .
مقالات اخرى للكاتب